استميحك يا نفس عذرا

استميحك يا نفس عذرا

كلمات متناثرة وافكار يشوبها التوهان في دنيا ولدنا

وعشنا على ارضها غرباء

فما اصعب غربة الروح عن الروح

والاصعب عندما نعيش لحظات تلك الفرحة التي نسرقها من

غيرنا لنوهم فيها ارواحنا ان سعادتنا قد ولدت وبدأت

بالحياة ولكن سرعان ما تأتي ساعة المخاض لتعلن ولادة

عسيرة ويكون المولود فقدان من توهمنا انهم لارواحنا توأم

فخريف الحياة بعثر ازهار ربيع القلب

وذبلت الورود على الاغصان وأوشكت على النهاية

ورحيقها ...

نضارتها ...

جمالها ....

وعود واحلام

كلها الى زوال

ولا شك ان لكل بداية نهاية حتمية

غريبة أنا في حدائق حروفي ..

أتجول في حدائق الصباح وشمس الغربة تحرق

أنفاسي ..

كل الورود التي نبتت في غيابك

ليست لها رائحة الورود ..

كأنها خلقت بلا قلب ينبض ولا رئة تتنفس أكسجين

الصباح ..

لم يعد يستهويني قطف الورود

لم يعد يستهويني قطف أوراقها وكتابة بعض

الحروف الثائرة على سطور ياسمينها ..

أصبحت أهوى رسم حروف اسمك

لتصبغ حروف قلبي بنبضات الحياة

فكم هويت كل حرف من حروف اسمك .

فعبق ورود قلبك تسللت من سحابة صيف عابر

تعزف ألحاناً شجية ولدت أجنتها على ضفاف الزمن العتيق ..
عدتَ لترسم الفرحة من جديد

عدتَ لتشدو بلابل القلب على شدو ونغمات قلبك

تحاكيني

اتراني املك الذي تعشق الحياة لاجله
فما اجمل الحياة معك ولاجلك تكون ارقى

لم أكن أعلم أن الحروف كسائر البشر تسافر لكن

دون حقائب

وتترك مكانها فارغاً إلا من الأشواق والحنين ..

ودعتني الحروف ..

اجل ودعتني الحروف التي بات رحيلها يخنقني

لكنها لم تكن على سفر ..

حروفي لم تسافر عني .. بل هجعت ساكنة .. خاشعة .. متعبدة في محراب الورق .
دائماً كانت الدموع تسبقني .. والحروف ترسمني .. وعيناك وحدهما من تقرأني .. وكنتُ أنا لا أكلف نفسي عناء الحديث إلى الحروف وإلى الدموع وإلى عينيك ..
كم حدثني طيفك هامساً في أذني ..
لم يكن الوقت يغادرني ..
فالايام سافرت معك فهي معك ولك
وانت على ثقة ان زمني يتوقف عند ذهابك انت
انت وحدك دون كل البشر
أنا لا أعرف ..
فمنذ سنوات حضرت الشمس ولادتي معك ..

وألبستني قلادة الوقت وطيفك ..

فصرت انت طيفي وحلمي
منذ ذلك الحين وأنا أراك معي ..

يدك في يدي التي لا تقوى وحدها على

حملِّ أوراق العمر ..

فكانت يدك تغمر يدي وتقلبُ عنها الصفحة ..

كانت يدك القلم الذي أكتب به تاريخ يومي وغدي وامسي

كل تفاصيل يومي انت ترسمه انت وحدك دون غيرك

كانت يدك المداد الذي يسيل على صفحاتي

فيترك بسمة هنا .. ودمعة هناك ..

يريدون القبض عليك وأنت تسري في دمي ..

ويُخفقون ..

ويسألون السماء بتذرع واهٍ :

هل ينطق المداد أيتها السماء ؟

فينهمر المطر من كبد السماء

وتتفتح أزرار الياسمين عبر الصفحات ..

يقطفون ويقطفون ويقطفون ..

ثم يذهبون .. فهذا ياسمين السماء ..

أمطرته غيوم السماء ..

لا يوجد له تربة في قلبي ..

ولا يترك له ظلالاً على الأوراق ..

والوقت يضيع منهم ويأتي إليَّ ..

يحملك كما اعتاد أن يحملك إليَّ لتحمل عني ثقل الحروف ..

وتنطق الحروف الخرساء بين يديك ..

وأقرؤها في عينيك رسائل شوق ومحبة ..

وأسمعها في أنينك بكاء ياسمين السماء ..

وأرسمك في حروفي رمزاً من رموز الوفاء .

لكنهم يريدون أن يقرؤوك في عيوني ..

وألوذ بك إلى أعماق الفؤاد حيث لا تصل

أياديهم اليك

هناك حيث تكتبني كما تشاء وأشاء ..

وتقرأني كما تهوى وأهوى ..

ويغيبون هم في البحث عنك بين الحروف ..

حروفي منذ زمن ودعتني ..

وتركتهم يفتشون عنك في ظلِّهم فلا يجدون إلا مطراً

ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء .

تستحق تلك الكلمات شديد الآعجاب

فـقد تميزت بالرونق البديع والتناسق الفريد

باقة ورد لروحك الطاهره مع

وابل ودي وتقديري لاختيار العذب