موانىء الذكرى
حاضرة أنت رغم رياح الغربة التي تهيج بي وتحاصر كل الذكريات
ثقي تماما أنني على خصام دائم مع الملل والكسل والكلل والنسيان
أستحضر روحك وأستحضرك معها
نجلس بيني وبيني أسامرك’ أسمع ضحكاتك الخجولة وأنا أمر
بأصبعي على خدك
حمرة خديك تزحف بي إليك
أنفاسك ,بحة همساتك,أنين صدرك,آهاتك, ذبول عينيك
من قال إنك بعيدة عني؟!! وأنت مني
سافري أنى شئت,فلن تبتعدي عني,
وحلقي حيث شئت ,فأنت محاصرة في قلب لا مفتاح له لديك ولا لدي
فليذهب الفاني
وليبق الخالد
لكن عيونك تخطىء عيوني
تسيء فهمها
تتهمين عيوني وتبرئين عيونك سيدتي
أنا المخطىء دوما!!!!!!!!!!!!!!
وعيونك المصيبة دوما!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رجل أنا وحواء بين يديك تصرخ في وجه آدمها
لا تكذب,مسكين آدمك, وحواؤك في جنتها كما انت اليوم
كأن شيطانا يسكن عينيك المسافرتين عبر بحر الظنون
(إن كيد الشيطان كان ضعيفا)(إن كيدكن عظيم )
لكنني فيك أسكن لأطهر ما ران من غبار الظنون على ميناء اليقين
أيهتا الغائبة الحاضرة
أيهتا الحاضرة الغائبة
كل دفاتري القديمة أحرقتها على وهج قلبي
كل ذكرياتي وأدتها في مقابر النسيان
ورصفت لك موانىء على كل شطآن روحي وقلبي ونفسي
هل تذكرين يا –ليلايَ – ذاك الشفق الممتد على طول سواحل قلبي
كم زنبقة زرعناها هناك
كم قبلة قبلناها بعد ذاك
كانت شفاهنا ترجف كلما رجفت شفتا زنبقتنا
وكنت تبتعدين كلما تلامس خدانا
وكنت أبتعد كلما تهامست شفاهنا
كنت تقولين
أحب من الوردة عطرها ولونها وهمستها, وكنت كذاك انا
أحب فيك همسك لا لمسك,سحرك لا عطرك
كنت وما زلت وستبقين روحا تعانق روحي بلا ملل ولا كسل
عناق بلا فراق, وهل تفارق الأصابع كفها, وهل تفارق الجفون عيونها!!!
لن أصوم عنك رغم رؤية هلاليك فوق عينيك
سأبقى مقيما على مرمى عينيك وعلى امتداد راحتيك
سأبقى قاب قوسين من شفتيك
على صدرك سترسو سفينة عمري
لأنك مينائي وذكرياتي