قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، إن هناك سيل من المعلومات المفبركة وغير الدقيقة تنشر حول تفاصيل صفقة تبادل الأسرى " الوفاء للأحرار" التي أنجزتها حركة حماس، مع الحكومة الصهيونية عبر الوسيط المصري الثلاثاء الماضي ، وحذر من تأثير المعلومات على الوضع الأمني من ناحية وعلى إحباط الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ولأسراه .
وأكد "أبو مجاهد" في حوار شامل مع "الحقيقة الدولية " تركز حول صفقة تبادل الأسرى والمعلومات المتدفقة حول تفاصيلها وبنودها وآليات تنفيذها، أن هناك ألاف المعلومات التي تتدفق يومياً منذ الإعلان عن توقيع صفقة التبادل، هي معلومات " مفبركة ومختلقة وكاذبة " تأتي من مصادر عدة ولأهداف كثيرة، محذراً من نتائجها .
وشارك مقاتلو الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية "ألوية الناصر صلاح الدين " في تنفيذ عملية "الوهم المتبدد" إلى جانب حركة حماس وجيش الإسلام في الخامس والعشرين من شهر يونيو/حزيران 2006، والتي أدت إلى أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وقتل اثنين من رفاقه في العملية التي استهدفت موقع "كرم أبو سالم" جنوب شرق مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة .
وحذر المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية من التداول الشعبي وحتى السياسي للمعلومات المتدفقة عبر وسائل الإعلام العبرية وحتى العربية والفلسطينية عن تفاصيل الصفقة.
وأوضح، أن المعلومات تنطلق من ثلاثة مصادر، الأول والاهم هو المصدر الاستخباراتي الصهيوني الذي يحاول جمع اكبر قدر من المعلومات حول ظروف أسر شاليط طوال السنوات الخمس، وكذلك يحاول إضعاف الروح المعنوية للشعب الفلسطيني من خلال المعلومات التي يروجها عن وسائله الإعلامية، وهناك توقعات بعض المسؤولين والمحللين تتحول الى معلومات، وهناك انطباعات الجمهور وحتى المسؤولين والمحللين تتحول الى معلومات .
وعزا أبو مجاهد تكتم المقاومة حول المعلومات خصوصاً بعد التوقيع على اتفاق الصفقة " إلى خطورة الوضع الأمني في غزة "، وأضاف أجهزة مخابرات الاحتلال استنفرت كل طاقاتها وإمكانياتها وعملاءها لرصد شاليط، لذلك نحن نتبع إجراءات أمنية مشددة جداً حالياً لتفادي أي مشكلة أمنية قبيل التنفيذ .
وأكد أن المقاومة الفلسطينية معنية " بإبقاء كل ملف أسر شاليط وتسليمه طي الكتمان والسرية حفاظاً على أمن المقاومة وسلامة المقاومين " مضيفاً " الآن نحن نعيش معركة أمنية صعبة للغاية " ورد ذلك الى محاولات " الاحتلال الوصول الى معلومات حتى في اللحظات الأخيرة ".
وأشار الى أن كل رؤساء أجهزة الشاباك والموساد والاستخبارات الصهيونية يحاولوا للوصول الى معلومة واحدة لإثبات قدراتهم الأمنية في اختراق جدار الأمن الحديدي الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية طوال خمس سنوات شهدت فيها غزة ما شهدت من حروب واعتداءات لم تتوقف لحظة .
ويقول أبو مجاهد، لقد تعاقب على جهاز "الشاباك" الصهيوني –المعني الأول بالبحث عن شاليط- ثلاثة رؤساء من أكفأ الخبرات الأمنية الصهيونية (الأول يافي ديختر والثاني يوفال ديسكن والثالث الحالي يورام كوهن)، وكلهم وضعوا الوصول الى شاليط في رأس أولويات عملهم " لكنهم بفضل الله عجزوا عن تحقيق ما وعدوا به أمام احتياطات المقاومة ".
وشدد أبو مجاهد على أن المقاومة الفلسطينية " ستأخذ الاحتياطات الأمنية كافة للحفاظ على السرية، حتى آخر لحظة قبل تسليم الجندي الصهيوني".
وأشار الى أن " هناك أخبار كثيرة عن مكان تسليم شاليط وآليات نقله وخلاف ذلك، ونحن ننفي صحة ما ورد في وسائل الإعلام من تفاصيل عن إجراءات تسليم الأسرى في صفقة التبادل المعلن عنها،، مؤكداً أن آلية التسلم "ستتم وفق إجراءات أمنية مشددة، وبدون تغطية إعلامية ".
وأوضح " أن شاليط سيجري تسليمه بالتزامن مع وصول الأسرى الفلسطينيين حسب آلية التبادل التي تخضع لإجراءات الفصائل الآسرة".
وقال " أبو مجاهد"، إن بدء تنفيذ الصفقة سيتم فور انتهاء الإجراءات كافة من قبل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، متوقعاً أن تنتهي إجراءات جميع الأطراف الثلاثاء المقبل، وعلى الفور يشرع في بدء تنفيذ الصفقة الثلاثاء .
وكشف عن أن الإجراءات العملية لتنفيذ الصفقة ستبدأ بإفراج قوات الاحتلال عن المرحلة الأولى من الأسرى البالغ عددهم (450) أسيراً وجميع الأسيرات، ومن ثم انطلاقهم خارج بوابات السجون.
وأضاف أن قادة الأسرى الفلسطينيين سيكون معهم هواتف " خليوية" يبلغون عبرها الفريق المتابع عملية التنفيذ بخروجهم، وتستمر هذه العملية إلى أن يصل أسرى قطاع غزة، وكذلك المبعدون إليها إلى الأراضي المصرية، ويصل الأسرى من الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة منذ عام 1948 إلى بيوتهم، وبالتوازي مع ذلك يتم تسليم الجندي الصهيوني جلعاد شاليط إلى الجانب المصري.
وأكد أن تسليم الجندي الصهيوني سيتم بالتزامن مع تأمين وصول الأسرى إلى معبر رفح البري الحدودي مع مصر، مشدداً على أن عملية تسليم شاليط ستتم وفق إجراءات أمنية عالية وبعيدًا عن وسائل الإعلام، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الاستقبال الحافل للأسرى المحررين الأبطال.
وأشار إلى أن فرقاً ولجانًا متخصصة تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على شكل الاحتفال الشعبي الكبير الذي يليق بتضحيات الأسرى الأبطال، وهو الاحتفال الذي سيأخذ الطابع الشعبي والرسمي لدى استقبالهم في معبر رفح، فيما سيجري لاحقًا عقد مهرجان "الوفاء للأحرار" بما يليق بهؤلاء الأبطال.
وأكد أن المرحلة الثانية من صفقة التبادل، ستبدأ بعد شهرين، بإطلاق سراح 550أسيرًا، حددت المقاومة معايير إطلاقهم بحيث يشملون فئات كبار السن والمرضى والأطفال من الأسرى، وذلك بضمانات دولية أكيدة.
وتابع أبو مجاهد " لن نتوقف بعد تنفيذ الصفقة عند ما تحقق فقط " فسنواصل العمل حتى تحرير كل الأسرى الباقين القابعين خلف القضبان " وعدنا لأسرانا أن تكون هذه الصفقة هي البداية، وسوف نسعى لتحرير كل أسرانا من سجون العدو بإذن الله".
ورفض المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية التعقيب على بعض تعبيرات الغضب التي أطلقها عدد من مسئولي السلطة الفلسطينية لعدم شمول قائمة الصفقة على أسماء عدد من كبار القادة الفلسطينيين ( أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعدد من كبار قادة حماس، إضافة الى بعض الانتقادات التي وجهت لموافقة الصفقة على إبعاد العشرات من الأسرى المحررين الى غزة والخارج، وقال " نحن لسنا في وارد الرد على بعض المواقف السلبية ".
ولفت الى إشادة عميد الأسرى المقدسيين الأسير فؤاد الرازم بالجهود الكبيرة للمقاومة وللفلسطينيين في قطاع غزة لصمودهم في وجه الاحتلال وإجبارهم إياه على توقيع صفقة نوعية مقابل الجندي "جلعاد شاليط".
وقال الرازم المدرج اسمه ضمن المفرج عنهم لكن المبعد من مدينته –القدس المحتلة-الى قطاع غزة – في رسالة من داخل سجنه، إن أي إنسان يرفض الإبعاد عن مدينته التي نشأ وتربى فيها، فبعد قضاء 31 عامًا في سجون الاحتلال غريبًا سيصبح غريبًا بعيدًا عن أهله، فهو لطالما تمنى وأحب الرجوع إلى مدينته العزيزة على قلبه القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وزيارة قبر والدته التي حرم من زيارتها لسنوات عديدة، فكم يحن لحضن والده وأخوته وأخواته.
وأضاف "مرارة الإبعاد عن الأهل والقدس التي ولدت فيها أفضل من العيش كل يوم تحت ذل السجّان وتحكمه في كل أمور حياتنا، على أمل أن نتمكن من العودة قريبًا بعد أن تتحرر فلسطين كاملة بإذن الله للعيش بين الأهل".
وشدد أبو مجاهد على أن "المقاومة تمكنت بفضل الله من تحقيق أكثر من 90% من مطالبها التي وضعتها منذ اليوم الأول لأسر شاليط "، لذلك ندعو الجميع الى الابتعاد عن لغة الغمز واللمز في قناة المقاومة والمفاوضين عنها .
وأضاف أبو مجاهد، أن المقاومة أجبرت الكيان الصهيوني على الموافقة على الإفراج عن 54 أسيراً من بين 70 أسيراً، كانت ترفض الإفراج عنهم مطلقاً طوال سنوات المفاوضات الخمس، من بينهم سعدات والبرغوثي و(12) آخرون من حماس. وشدد على أن هذا الأمر لا يقلل إطلاقاً من قيمة الصفقة التي حققت إنجازاً كبيراً جداً .
و أشار إلى تقليص عدد الأسرى المبعدين من 280 أسيراً كان الاحتلال يشترط إبعادهم إلى 40 أسيراً، وكذلك إطلاق 46 أسيراً من أبناء القدس المحتلة وموافقة الاحتلال على عودتهم جميعاً إلى منازلهم، إضافة إلى الإفراج عن خمسة أسرى من مناطق الـ(48) داخل فلسطين المحتلة.
وشدد المتحدث باسم اللجان الى أن المقاومة الفلسطينية لم تنظر في هوية المفرج عنهم أو انتماءاتهم الفصائلية " إنما وضعت معايير تقوم على سنوات الاعتقال وسنوات الحكم والنساء والأطفال وكبار السن والقادة " .
وقال، إن المطلوب فلسطينياً الآن الانتقال الى مرحلة الاحتفاء بهؤلاء الأبطال في كل مكان، لننتقل بعد العرس الوطني الى مرحلة تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية " كراماً لهؤلاء الأبطال ولمن تبقى من الأسرى خلف القضبان ".
وأشار الى أن الأسرى لطالما نادوا بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، ولطالما صاغوا مبادرات لرأب الصدع وتعميق الوحدة الوطنية " وتحقيق ذلك يفتح الأمل لمن تبقى للأسرى في سجون الاحتلال " بأن تحريرهم سيكون قريباً بإذن الله .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]