أين الـبكـاء من خشية الله..؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
فإن الطاعة توجب القرب من الله سبحانه وتعالى..
وكلما ازداد القرب من الله قوي الأنس به..
والعكس صحيح.. فالمعصية توجب البعد عن الله سبحانه وتعالى..
وكلما ازداد البعد عن الله قويت الوحشة..
هذه الكلمات هي مجمل الإجابة على أسئلة الكثيرين:
لماذا نشعر بقسوة ووحشة في قلوبنا؟
لماذا نشعر أننا بعيدين عن الله عز وجل؟
لماذا لا نستشعر حلاوة الإيمان؟
لماذا جفت أعيننا عن البكاء من خشية الله؟
لماذا تمر علينا العبر والعظات وعيوننا جامدة كأننا جمادات وأحجار؟
هذه الكلمات هي مجمل الإجابة..
والإجمال يحتاج إلى تفصيل..
فنقف معاً على عجالة في هذه الرسالة على تفصيلٍ حول عبادة من أجلِّ العبادات..
عبادة حُرم منها الكثيرون.. وغفل عنها الكثيرون إلا من رحم الله..
عبادة.. لو علم الخلق فضلها لما كان حالهم كما ترى..
إنها عبادة البكاء من خشية الله عز وجل.. وما أعظمها من عبادة!
نقف وقفات مع هذه العبادة العظيمة..
وقفة.. نعلم فيها فضل البكاء من خشية الله وثمراته..
ووقفة أخرى.. نعلم فيها السبب في جفاف أعيننا عن البكاء من خشية الله..
ووقفة ثالثة هي لُبُّ الموضوع.. نعلم فيها السبل الميسرة للبكاء من خشية الله عز وجل..
ثم وقفتنا الأخيرة.. نتأمل فيها أحوال البكَّائين وعلى رأسهم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.. لعلنا نقتدي بهم ونتأسى بهديهم..
هذا.. ونسأل الله أن يجعلنا من الطائعين، وألا يحرمنا لذة الطاعة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وألا يجعلنا ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. نعوذ بالله من الخذلان