هنا في الغربة ولدت
يوم مات جدي
واكفهر القمر
جلست عل رصيف في البرد
ارمي أحجار النرد
وانتظر عودة جدي
انتظر أن يستجيب القدر
عشقت جدي
وكأني أعشق الوطن
رسمت لوحتي بالأمس
فكان جدي يزينها
بعيونه العسلية يرويها
بدموع الغربة
تتساقط كالدرر
مات جدي قبل أن يعود
فبكت عليه ترشيحا
وعزى بوفاته الجدود
فلماذا أغلقت الأبواب
وشيدت السدود
وأبحرت على موج فراق
ودموعي تناثرت على الخدود
عندما كبرت
قالوا لي كان جدك
منبعا للكرم والجود
في بيت جدي
صرخت صرختي الأولى
يوم ولدت
أطلقتها في عنان السماء ابكي
لتأتي صرخة على وفاته
فالصرخة تتلوها الصرخة
والدمعة تلحقها دمعة
وتحت الثرى دفنوه
فانطفأت شمعة ميلادي
مزقت دفاتر أشعاري
لونت اللوحة بدمائي
فتفوح رائحة المسك
وغدا تشرق شمس الفجر
فنحرر ارض فلسطين
ويفوح عطرك يا جدي
في عكا ترشيحا ويافا
وتغني أنشودة عز
يوم العودة والنصر
ويعود قبرك يا جدي
للأقصى وربوع المجد