تسرب الخجل إليها وراح قلبها يخفق بسرعة حتى أحمرت وجنتيها , وهي جالسة في صالة الجلوس تمسك بضفائر شعرها الأسود المجعد , عندما طرق سمعها سؤال خرج من فم أمها التي كانت تحرك عجلة المكينة القديمة , التي تصدر صريراً خفيفاً يملأ المكان .
ماهي أخبار خطيبك أيتها البنت الشقية توغل تحقيق الأم في جسدها فكبلها الصمت وغمرتها الحيرة
أنتِ أيتها البنت هل أنعقد لسانك ؟ فكت قيد الصمت وغمست نفسها في الجرأة وأجهزت على الاستحياء أماه .... أماه قالتها مصحوبة بتنهيده عميقة من جسدها المليء بالعنفوان والأنوثة الطاغية , أصابت الأم العدوى فصدر منها آهات تغلفها الحسرة .... آه يازمن مضى , راحت تصطاد من بحر ذاكراتها .
كان الشوق يعصف بي لمقابلة أبيك يجعلني الأحق لحظة اللقاء رغم صارمة الرقابة من والدي رحمه الله الذي كان شديداً على سمعة العائلة , ولكن مع هذا كنت أكافح بكل ما أملكه من سلاح الأعذار , فأعيش في نشوة غامرة ترحل بفكري وجسدي في خيال واسع يزداد مع خمرة الكلمات الغزلية المختارة بعناية , ألا ليت ذلك الزمن يعود قالتها بنبرة حزينة وهي تضع يدها على رأسها كمن يعلن الهزيمة , الآن لااسمع سوى كلمات جارحة للمشاعر تمزق أحشائي من الداخل لقد أصبحت في نظره شجره معمرة لم تعد تثمر يود أن يقطع عنها الماء كي تموت , الحياة صارت معه مملة , أنتِ تلاحظين مكوثه خارج الدار لفترات طويلة , إنني يا ابنتي أحاول جاهدة سحق هذا الشعور القاسي المحطم , فأذهب إلى كل الأماكن الجميلة التي كانت تجمعني أنا وهو فأجد العزاء أعيش لحظات تعتبر البلسم والسلوى للحزن الذي يسكن داخلي .
بهذا فقط ينحسر الحب