همسة في أذن الطالبات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أختي المسلمة: اعلمي أن العلم أنفس ما تبذل فيه الأعمار، فهو طريق العمار، وعنوان الصلاح في كافة الأزمان والأعصار.
والأخت المسلمة، أشد حاجة من ذي قبل إلى العلم والتعلم، لتوازي به ركب العصر ومجرياته، وتقاوم طغيان الغرب وتحدياته، وتكون في مستوى التكوين الثقالي والعلمي بحيث تجابه متطلبات العصر وأولوياته دون إخفاق أو فشل.
أختي المسلمة: ولما كان العلم لا يتعارض مع الدين والالتزام كان لزاما عليك أن تجعلي من طلبك للعلم وسيلة لنصرة الدين والاعتزاز به. تتعبدين الله بخروجك إلى طلب العلم، وتمرسك على التعلم والمطالعة، وتحافظين أثناء كل ذلك على العفة والحياء والطهارة والنقاء! وإليك بعض الوصايا التي لا غنى للطالبات عنها:
أختاه
1ـ تذكري أن ذهابك لطلب العلم هو عبادة وتدين قال: {الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالما ومتعلما} [رواه ابن ماجه وهو حسن]،، ومهما كان اختصاصك في العلوم، سواء في العلوم الشرعية أو غيرها كالفيزياء والطب والهندسة.. فأنت ملزمة في ذلك بالإخلاص لأنه يحول عاداتك إلى عبادات ويملأ صحيفتك بالثواب الجزيل على ما تتعلمين.
2ـ وحافظي على حجابك أثناء الخروج والدخول وفي الشارع والمدرسة والجامعة، فإن الحجاب لا ينافي العلم، بل التبرج هو الذي ينافيه وينقضه لأنه محرم شرعا ومعاب عقلا وقد دلت التجربة الميدالية في الغرب وفي كثير من الدول الأخرى على فساده، وتسببه في الأمراض والأوبئة الفتاكة! فتأملي! واعلمي أيضا أنه لا ينافي الجمال ولا يعيبه، بل يحفظه ويستره لئلا تنتهشه أنياب الذئاب ممن طاش عقلهم واستهوتهم الشياطين! وتذكري أيضا أن الحجاب له أوصاف معلومة لا تتجدد بتجدد الموضة والأزياء بل هي ثابتة ثبات الجبال وباقية بقاء الكتاب والسنة! وشروطه كالآتي:
1ـ أن يكون سائرا لجميع البدن، لقول الله – تعالى -: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما [الأحزاب: 59].
2ـألا يكون الحجاب زينة في نفسه: لقوله - تعالى -: ولا يبدين زينتهن فهي شاملة لكل أنواع الزينة، ومن هنا كان تزيينه بأي شكل من أشكال الزينة من التبرج، وقد انطلى هذا على كثير من المسلمات فجرين وراء موضة العباءات حتى سقطن في فخ التبرج المقصود! والله - جل وعلا - يقول: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى [الأحزاب: 33].
قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية. وقال مقاتل بن حيان: التبرج أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدوا ذلك كله منها وذلك التبرج.
3ـ ألا يكون مبخرا ولا مطيبا بأنواع العطورات، لقول الرسول: {أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية} [رواه أحمد وسنده حسن]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة} [رواه مسلم].
4ـ ألا يكون ضيقا حتى لا يصف الجسد: فعن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها إليه دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله: {مرها فلتجعل تحتها غلالة إلي أخاف أن تصف حجم عظامها} [رواه أحمد بسند حسن].
5ـ أن يكون ثقيلا لا يشف ما تحته: قال: {صنفان من أهل النار لم أرهما قوم: معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها} [رواه مسلم].
والنساء الكاسيات العاريات من الكاسيات في الحقيقة العاريات في المعنى، لأنهن يلبسن ثيابا رقاقا يظهرن البشرة أو كاسيات لباس الزينة عاريات لباس التقوى.
6ـ ألا يشبه لباس الرجال: وذلك سواء داخل البيت أو خارجه، فعن ابن عباس قال: {لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال} [رواه البخاري].
7ـ ألا يكون لباس شهرة: لقوله: {من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله، ثم يلهب في النار} [رواه أبو داود بسند حسن]. ومن ذلك من تلبس اللباس الذي يكلف المبالغ الباهضة تلبسه تفاخرا وتطاولا!
8ـألا يشبه الكافرات: قال - تعالى -: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوا دون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم [المجادلة: 22]،، كما أن التشبه بالكفار تنكر للإسلام واستبدال لتعاليمه بغيرها وكفى به إثما عظيما.
أختي المسلمة: وأما فيما يخص ميدان التعليم فأنصحك بالآتي:
1ـ مذاكرة الدروس قبل الشرح وبعده.
2ـ تنظيم الوقت بوضع جدول يومي تخططين فيه للمطالعة وللثقافة وللزيارة وللعبادة وغيرها حتى لا تختلط عليك الأمور.
3ـ الإصغاء إلى الشرح داخل الفصل.
4ـ السؤال عن الغامض في الدروس فإن شفاء العي السؤال.
5ـ الجد والاجتهاد والهمة العالية في التحصيل فإن الأخت المسلمة كلما تقوت بعلم أو غيره، كلما كانت عامل قوة للأمة كلها.
6ـ الاستعانة بالله - جل وعلا - والدعاء، على الفهم والتعلم وفي الاختبار أيضا.
وتذكري يا أخية، أن الدمار كل الدمار، في الاقتران بقرينات السوء، فإنهن مجلبة للشر مضيعة للعمر، مغبنة مفسدة. فاحذري أن ترافقي من ترين فيهن قلة الدين والورع،، قال رسول الله: {المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل}.
واعلمي أنك تتطبعين بخلق من تعاشرين وتجالسين. قال: {مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك أما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونايخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة} [متفق عليه].
واحرصي حفظك الله على أداء الفرائض وأهمها الصلاة، واجتنبي ما حرم الله عليك كالغناء والكذب والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وغيرها من المحرمات.
وكوني صالحة لنفسك، مصلحة لغيرك، داعية إلى الله- جل وعلا - وإلى صراطه المستقيم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والله - تعالى - أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.