القدس عروس عروبتكم
القدس عروس عروبتكم تعبت من كلماتكم يا معشر
الشعراء ، تغيب في أفق سرمدي لا ينجلي له صباح
وأنتم تغرقون في بحور الشعر
وتنسجون قوافي للكلمات
حروفكم لم تعد مقروءة
حروفكم باتت مبهمة لمدينة تصادر فيها لغة الضاد.
تنادون بالتحرير وأسراب الحمائم تصل إليها مذبوحة
من الأعناق .
تتغنون بأشجار الليمون والبرتقال وأصابع الطغاة
غيرت تضاريس الدار .
تعتصمون خلف مسميات وشعارات وأصابع الطغاة
تمحو كل أثر للحضارات .
لم تعد قوافي الشعر تسند أركانها المتصدعة
ولن تستطع أبيات الشعر أن تأوي إليها من بالخيام.
لن تعزف ألحانكم الندية أذان الجمع ولن تصدح بها
أجراس الكنائس بالآحاد ولن تخرج زفراتكم
المتحشرجة في الصدور من سكن بها واستوطن من
الغرباء
كلماتكم العذبة لن تغسل الذل والمرار
ونداءاتكم لم تستطع اختراق حاجز الصمت الذي
تحرسه الغربان.
فتشوا في كلماتكم التائهة عن حروف تستطيع التحليق
في افقها
المجهول ابحثوا في سماءكم عن منارات تضيء ليلها
الطوي
ابحثوا في عروبتكم عن قلب وفي ما زال يرى القدس
تلك الخميلة
من خمائل الجنة حيث تغرد فيها البلابل
الحرة ويعلوا فيها صوت المآذن دون أن تكمم فيها
الأفواه وتقام فيها الصلاة دون أن تحرسها
قوافل الطغاة ،فالقدس عروس عروبتكم تعبت من
كلماتكم يا معشر الشعراء.