سأصنع ثورة
آن لك يا قلب أن تثور ..
" يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة " هذ الأغنية الحلم .. الشعار الحلم الذي كان ينام على وسادتي كل ليلة ويتدثر في أحلامي وينهض مع صباحاتي يرفع علمك يا وطن على جبهتي ويتلو معي الصلوات كي يحفظك الله يا وطن ويعيدك بهياً .. عفياً .. شامخاً .. زاهياً بلون المجد .
تُهت في زحمة الوقت وعُلقت على قائمة الممنوع من الصرف .. تجاذبتني التيارات .. قذفتني يميناً وقذفتني يساراً وكل ظني أنني كنت أتمترس في الوسط أحمل اسمك عالياً والرفاق يرددون ..
عاشت فلسطين ..
عاش الوطن .
اليوم بعد أن تعبت من ركلات السنين المتوالية على قلب أحلامي .. بعد أن أعياني الركض حافية القدمين على أشواك الغربة .. قررت أن أعتصم في خيمتي حتى تعود لي يا وطن .. وأعود لك ..
لكن الشعار الحلم أخذ يرن في أذني كالطبل " يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة " فكان لا بد لك يا قلب أن تعلنها ثورة ..
أن تعلنها ثورة .
لا تخف يا قلب .. لن تكون وحدك ..
هذه المرة لن تكون وحدك .. جميع هذه الخيام المترامية على مد البصر كان ينام على وسادتها ذات الشعار وذات الحلم .. كان يصحو في صباحاتها ويشتعل نهارات تعبق برائحة الزعتر ..
وفي المساء .. في كل مساء كان الوطن يرسل حنينه إليها مع باقات من النرجس .. كانت تهب على هذه الخيام رائحة النرجس كل مساء فتهدهد الأحلام في أسرة الطفولة وتلمع بريقاً آخاذاً في أعين الشباب وأمنا وآماناً في عين كل ما حمل ذلك المفتاح في قلبه وضمه إلى أسماء أولاده كي يهتف معهم كل عام في ذكرى مولدهم ..
"يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة "..
ثق يا نبض الضفة أن الحلم اليوم في حالة مخاض وإن كانت عسيرة .. وسيلد لنا النصر قريباً .. وسأعود يا ملاعب الطفولة رغماً عن تجاعيد الزمن وسأركض حافية القدمين على أرضك الطاهرة يا قدس وألثم ترابك الذي يشفي كل الجراح ..
هيئي لي حضنك يا قدس .. أنا قادمة .. ومعي كل من نام الحلم على وسادته ..معي كل الرفاق .. تردد حناجرهم ..
عاشت فلسطين ..
عاش الوطن .