اعيش بقبيلة جدا جميلة -او هكذا تبدو لى -
بقبيلتى العربية مخيمات للمكوث وخيام للهو
ومحارب للعبادة والاعتكاف و ( الصمت )
وقبابا عالية مضيئة
قبابا يعلوها هلال وقبابا اخرى يعلوها صليب
قالو لى ان كلنا اولاد عم مسلمون ونصارى
وان لنا جار يهودى ( ساحدثكم عن هذا الوغد فيما بعد)
وقالوا لا تستعجبى ان المسلمين منا انقسموا الى طوائف عدة
اخبرونى ان بين الهلال والصليب عاطفة الجماعة..
وهى عاطفة مشتركة تسمى بالوطنية
وانا اصدقهم . لأنه لا شىء يدفعنى لتكذيبهم
او ان الامر لا يعنينى هكذا علمونى
غرسوا بقلب أذنى اليمنى حب استماع وتلاوة القرآن ..
صوت العشر الاواخر من رمضان ..
وغرسوا بـاذنى اليسرى صوت فيروزهم
وفيروز امرأة نصرانية نسميها صوت الصباح
اخبرونى ان الغناء غذاء الروح وترنيمة الكون
حين احدثهم ان القرآن والغناء لا يجتمعون فى قلب مؤمن
وانا اود ان اكون مؤمنة
يسخرون منى وينعتوننى بـالتخلف ويقولون لى يا امرأة
الحياة سـنعيشها مرة وهى ابسط من كل هذا التشدد
فـاستمتعى بها
فـاصدقهم واعود لرشدى
واقرأ القرآن ليلا واتمايل طربا مع صوت الصباح
قومى يفرحون بهبوط المطر وصعود البورصة
ويشترون اثوابا من شانيل وطعاما طهاه ماكدونلز اليهودى
علمونى ان الحق ابلج وان الباطل لجلج
واهدونى روايات جابرييل ماركيز وكتبا لجيفارا
وطلبوا منى ان احفظ قصائد نزار وغادة السمان عن ظهر قلب
وانا اصدق قومى اول النهار
وفى اخر الليل ينسلوا الى خيامهم وابقى وحيدة
معى روحى وتفسير الجلالين ورواية الحب المستحيل ..