انت لا تعيش بمفردك اننا جميعا نتحرك في وسط عالم يكثر فيه التعامل
قد يقوى ويضعف.. يثور ويفتر .. يتشابك ويختلط
وتخزن الذكريات في الاذهان وتطمس
او لعلنا نعتقد انها طمست !! فكم من المرات خذلنا صديق وجار على حقنا زميل
وتنكر لنا اخ قريب وجرحنا حبيب
فأتت الكراهيه والرفض والحقد لتكون الردود الطبيعية والتلقائية للجراح العميقة..
ولكن هناك الكثيرين الذين اكتشفوا بعدما اختبروا..
انه توجد قوة وحيدة وفريدة باستطاعتها ان توقف تدفق هذا السيل من الذكريات
المؤلمة..
انها قوة ((( الغفران )))
الغفران ليس محاولة لنسيان إساة الغير
فقد يحتاج النسيان لذاكرة ضعيفة فقط
وليس امساكا لميزان العدل للشخص الذي اساء
بل هو تطبيق العدل على نفسك..!
انه ليس تبسيطا وتهوينا للأمور لان الغضب مازال كامنا يتقد ويشتعل
كما ان الغفران ليس ضعفا..
فالتعامل مع اساءة موجهة يتطلب شجاعة وصلابة مثالية فان من يسامح ويغفر
هو الاقوى والاكرم
الغفران تلك القوة التى تنزع الألم وتقتلعه
وهو القوة التى تفجر ينبوعا معجزا للشفاء والتصالح والتصافي والحب
الغفران اطلاق سراح سجين لمشاعر هدامة مؤلمة
ثم تكتشف ان هذا السجين كان انت
لان المغفرة هي ذاتها الحرية من الماضي فهي تصنع بداية جديدة
فتجد نفسك تمد يدك مصافحا المسيء قائلا:
لن اسمح لما فعلت ان يقف عثرة في الطريق او يفرقها بيننا
ولن اقيد نفسي بسلاسل للماضي .. بل سأتحرر منها بالحب والعتاب الايجابي
الى ان اتوصل الى اعادة المياه لمجاريها
وهنا تحدث معجزة الغفران لانك تختار ان تستمر قدما في الحياة
وترفض ان تعذبك مشاعر الكراهية وآلامها
لانك تختار وتفضل الحب
هل تغفر للآخرين جميع اخطائهم؟
ما هي الاشياء التى لا تغفر لاصحابها؟
هل الحياة تستحق ان تحمل في قلبك كره لشخص؟