ذكرى الإسراء والمعراج ..
الوعد الحق ...
تمر علينا ذكرى الإسراء والمعراج والأمة في خضم تحولات
تغيير نسأل الله أن تكون نحو الأفضل تحقيقا لوعد الله ورسوله
لنا في استعادة الأمة لمجدها وعزتها باستعادتها للمدينة
المقدسة ..
سورة الإسراء ترسم خريطة وخطة العودة والتحرير ...
لإن كانت حادثة معجزة الإسراء والمعراج قد أكدت على عمق
صلة رسالات السماء بالمسجد الأقصى وبيت المقدس فلم تكن
سورة الإسراء - والتي سميت باسم هذه المعجزة الخالدة
التي جاءت وقتها ليس فقط للتسرية عن النبي صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم وإنما رسالة لأصحابه وللمسلمين
بعظم مكانة هذه البقعة - مجرد سورة تحكي قصة حادثة أو
معجزة فقد ذكرت تلكم الرحلة بشيء من التفصيل في
مواضع أخرى منها سورة النجم ...
لكن الإسراء جاءت لترسم لنا طريق العودة للمسجد الأقصى
فبدأها الله بأعظم ما بدأ به سورة من القرآن ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )
ما أعظمها من بداية لسورة عظيمة تذكّرنا بحادثة عظيمة
حدثت مع رسول عظيم وفي بقعة باركها العظيم المنّان ..
ثم تعرج السورة المباركة على ما ستكون عليه حال القدس
والمسجد الأقصى وحال أعداء هذه الأمة والأهم حال ما ستكون
عليه أحوال من سيخلصون المسجد من براثن اليهود فكان
الوصف بحقهم أنهم (عبادا لنا أولي بأس شديد ... ) ولكن
ما هي مواصفات هؤلاء العباد وكيف تصل الأمة بأفرادها
ليكونوا مؤهلين لهذه المكان وهذه المهمة العظيمة ...
جاءت التوجيهات الربانية فبدأت بأهمية القرآن كدليل
وقائد ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .... )
وتوالت بعد ذلك الأوامر الربانية لنا وهي كما
يلي بإيجاز شديد ..
- التوحيد ( لا تجعل مع الله إلها آخر ... ) وقد وردت في
أكثر من موضع ..
- بر الوالدين ( وقضى ربك ألا تعبدوا
إلا اياه وبالوالدين إحسانا ... )
- بذل العطاء وأداء الحقوق للأقربين واليتامى والمساكين
مع عدم التبذير ...( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن
السبيل ولا تبذر تبذيرا ).
- الوسطية في العطاء ومسك اليد (ولا تجعل يدك مغلولة إلى
عنقك ولاتبسطها كل البسط ... )
-أوامر أخرى متعددة مثل: عدم قتل الأولاد خوفا على
أرزاقهم، عدم قرب الزنا، تجنب القتل بغير حق ، عدم أكل
مال اليتيم ، العدل في الحكم والميزان ، عدم الخوض
فيما لا نعلم وتوخي الدقة، عدم التكبر والخيلاء.
- ومن ثم تختتم الخريطة بإقامة الصلاة والمداومة عليها
وعلى قراءة القرآن في جميع الأوقات.
- وكما بدأ السورة بالتسبيح ختمها بالدعوة إلى حمد الله
وشكره وهو المنزه عن الولد والشريك في الملك...
يا ترى لو تأمل كل منا هذه الصفات واتخذ هذه الأوامر
نهجا لحياته مع نفسه وعياله وكل من حوله فكيف سيكون
شكل مجتمعاتنا وأمتنا بعدها ؟؟؟!!
ألن يغدو طريق العودة لأرض الإسراء أقصر وأسهل ؟؟!!
نحن مدعوون أيها الأحبة للتفكر في معجزة الإسراء
والمعراج من خلال تناول القرآن العظيم لها فهو المرشد
لنا نحو طريق العودة والتحرير ...
نسأل الله أن تكون هذه الثورات وهذه التغيرات الحاصلة في
أمتنا خطوة نحو تمكين من يعين أمتنا على تطبيق إرشادات
سورة الإسراء لنا وصولا لتحقيق وعد الله لنا بعد أن ننال
صفة (عبادا لنا) ..
نهنئكم بمناسبة ذكرى الإسراء والعراج ونسأل الله
أن يعيد علينا هذه الذكرى وقد عرفنا طريقنا نحو
أرض الإسراء والمعراج
وان يعيد الامن والامان لمصر والشام وغيرها من بلداننا العربية
واسال الله لكم اخوتي اعضاء المنتدى تمام الصحة والعافية والسعادة وراحة القلب وان نكون قلبا واحدا لخيرنا وخير امتنا