ليلا أتاني من سماكَ الفرقد ُمُتعزيا ً متأسيا يتنهدُ
لكَ من فؤادي يا حبيبي وردة وعلى جبينكَ قبلة تتجددُ
إني لألمحُ في عيونك دمعة تحكي زمانا مات فيه الموعدُ
صبرا حبيبي فالفراق شريعة فيها الحبيب عن الحبيبة يُبعدُ
شتان بين مصيرهم ومصيرنا هم في السكون ونحن فيها نجهدُ
سنن علينا أن نذوق مرارها فالمرء يشقى في الوجود ويسعدُ
عبثية الأيام تقضي أن نرى طفلا يطلُّ وراحلا يتمددُ
جدلا أقول ولا غضاضة في الذي يمشي رفاتا أو مواتا يُوْلدُ
فالكاس مُرٌّ والحياة مريرةوالكل من كاس الردى يتزودُ
ساقاك ِ يا بلقيسُ ثمَّ تكشفا لمّا تفلّتَ فوق قصرك هدهدُ
إن كان صرْحُكِ بالزجاج مُعبّداً فلأن صدرك بالرخام مُمَرّدُ
كم أضحكَتني بين جيشي نملة حين استقرعلى يديَّ المشهدُ
ولقد خلعت عباءتي في غابة فيها الذكور مع الإناث تغردُ
إني وُلِدْت ُ بلا هوية في يدي وبكيت ُ حتى شفني ما يُجهدُ
فأنا المُهجّر مذ رأيت نجومها وأنا الأسير المستباح المُبْعدُ
سَمّوا حبيبي ضفة مسروقة وأنا المُسمَّى في السماء مُشردُ
من أين آتي يا زمان بطينة من مائها هذا الوليدُ يُعمدُ
قطّعت ُ قلبي في المَهاجر كي أرى سيفا يُسَلُّ على القلوب ويُغمدُ
ما ذنب قلبي حين يولد تائها أن يستباح من الكلاب ويُجلدُ
قِصصُ الشقاء على الشفاه تناسلتْ ومِن المجازر كلُّ سيف يوْلدُ
قالوا شفاهك في العراء تيَبّست ْ=وعروق قلبك بالتغرّب تفصَدُ
لكنني والشعر ينزف من دمي يوما على ما أشتهي سأسيَّدُ
أنا في سمائي ألف نجم تائهٍ والشمس عن فلك المُغرَّ ب تبعدُ
أنا في المدار مَجرّة مجنونة ترغي على مرأى النجوم وتزبد
في ساحة اليرموك ألف شهيدةٍ - لكنها- تحت السياط تُصفد
-عيناك شباكان- أرنو منهما فأرى فضاءً ليس فيه مُوَحِّد
قال الزمان إلى حبيبي ليلة قبِّل حبيبك إنه متوَرِّدُ
حلم شهيّ المقلتين مهندم لكنه تحت التراب مقيدُ
هيهات يصفو في الحياة معذبٌ أو يشتهي طعم التسلق مُقعَدُ
-كل الصبايا –في حياتي صبوة ألهو فأشقى أو أهيم فأسعدُ
كل الملاحم في- الجليل- قرأتها هيهات فيها إصبعا يتهَوَّدُ
ويطل من شرق المخيم تاجُه يقعي إلى الحاخام ثم يزودُ
- سيناء قالت حين أصغى - طورُها- موسى – أكُف ٌّتسْتبي وتصفدُ
يا ليتني والنيل يرنو دامعا سِفرٌ له- داودُ- ليلا ينشدُ
لكنما الأعياد عادة عابث فالدين قِن ٌّ والمجون السيدُ
لغة الحزانى آهة ٌمن آهةٍ والجمر بين ضلوعهم يتوقدُ
إن الحياة غمامة مثقوبة يوما إلى جوف التراب ستخلُدُ
لكن ْ ستخرج في عباءة وردة أو قُبلة فوق الشفاه تعربدُ