كنت َمني وكنتُ منك ..
حين يعلو صوت الصخب الهمسات الناعمة لا تُسمع ..
ومع ذلك سمعتُ همسك المحموم في أذنها ..
قلتَ لها أنك مثلها تعشق الجنون ..
اعترفتَ لها وبملء فيك أنك مجنون فيها بل وتمارس
معها جميع طقوس الجنون ..
انت متيم بها ...
أنتَ لم تنتبه انني ساعلم بما تقوله لها ..
ظننت أنني قطعة من تلك الفوضى ..
أنني بعض ذلك الصخب ..
أنني جزء بالٍ من ضجيج هذه الأيام ..
وعليك الآن أن تفتح الستائر وتستقبل جنوناً جديداً .
سمة الصدق هذه الأيام هي الكذب ..
كنت أظنك تطهرت من ادعاءاتك ..
وأن هذا الضجيج يملأ رأسك أيضاً ..
وأنني وحدي من أسكن مساحات الهدوء في أروقة قلبك
التي اهترأت من فرط العشق ..
وأن كل ما تبعثره من غزل صبياني على شرفات
الجوار ألهو فيه في أوقات فراغي .
ظننتك تجيد فن الحب الصادق ..
وهذا الربيع الأرجواني الجدائل حلَّ علينا
معاً فأعادنا إلى شوارع الزمن الجميل وألقى بنا
إلى قارعة الحب المنثور ..
حيث يترامى الحب على الطرقات ويتسلل إلى الشرفات
وينام على أبواب الغد ويختبىء بين ثقوب الماضي
ويتدثر في أحلام العصافير ويتأرجح بين أوتار القلب ..
كنت أظن وأظن وأظن ولأول مرة في عمري أضع كل ظني
في سلة عشقك وأختم على قلبي بالشمع الأحمر
وأقول قيس مات ..
ولن يعود .. ولن يتكرر ..
ولكنك أنتَ باقٍ ..
أنتَ ستكون قيس الجديد ..
أنتَ من سيشطب اسم قيس بن الملوح من
أبجدية العشق الأزلية ..
أنتَ من سيتوج أبجدية الحب القادمة ..
أرأيت كم ظننتُ .. وكم خاب فيك ظني ؟
أرأيت كم قسوت على قيس ..
وكم تجبرت بحق تلك الأبجدية الطاهرة وظلمتها
حين سلمتك الراية لتكون أنتَ رمز الأبجدية القادمة
في زمن الضجيج ..
في زمن الصخب والضجيج سمعت همسكما إلى بعضكما ..
مع أنك كنتَ مني وكنتُ منك لكني سمعت عشقكما معا ..
سمعت ما كنت تخفيه عن قلبي ونبض روحي ....
كم خاب فيك ظني ..
مما راق لي فنقلته لكم احبتي