عندما تغور الافكار وتحتضر معلنةً نهايةَ تِلكَ العَقْليّة التي لطالما تميزتْ بما كتبتْ وابدعتْ ..
عندما يكتنفُ مختلجاتِ الشعورِ يأسٌ وفقدانٌ لبصيصِ أملٍ كادَ ان
يُبْصرَ النورَ وما لبِثَ الا عادتْ لهُ ظُلمَةُ اليأسِ مُعْلِنَةً تبنْيها لِذلكَ الشعورْ ..
عندما اريدُ انْ اصلَ بتلكَ الافكارِ والكلماتِ وأُلاَمِسَ أحَاسِيسَ النفوسَ
الانسانيةِ التي لطالما تآلمْتُ منْ أجلِها ..
وأرى الظلمَ في انتشارٍ وينلجمُ كلٌ منْ قلميْ وقلبيَ عنِ البوحِ بمكنوناتِهما عَجَزَاً ..!
عندما يأتي اليَّ صديقٌ أُكنُّ لهُ فائقَ الاحترامِ والتقديرِ لكلِّ ما بذلهُ مِن أجليَّ طالباً
منيَ البوحَ عن افكاره بلغةٍ تثيرُ شجنَ العيونِ وتَطْرَبُ لها الاذان ..
فأردُ له بأنَ ذلكَ الكائنُ المسمْى عقلٌ قدْ أثرتْ عليهِ [ عواملُ التْعرِيَهْ ]
حتى عادَ كالعرجونِ القديم ..!
عندما تأتيْ إليَّ رسالةٌ من أخٍ ليْ في غربتهِ كاتَباً ومعبِراً عن شعورهِ المُحِبَ
لشخْصِيْ ومَا يحْمِلُهُ في قلبهْ , فتَمرُ الأيامِ ولازلتْ لا انبِسُ بِبِنْتِ شَفَهْ ..!
عندما أرى ذلكَ الطفلُ الذي يئنُ منَ الألمِ وأنظرُ اليهِ بعينٍ تحملُ شفقةٍ ولسانٍ
معقودٍ مشلولٍ لا يخففُ ألمَهُ ولا يُزِيحُ عن كاهلهِ همّه , بلْ نظرةٌ تزيدُ احتِقَانهُ
وآلمَهُ مُعْتصِراً طالباً الخَلاصَ مِن رؤيةِ تلكَ النظرة ..!
عندما تتوارى الكلماتُ هرباً من ظلمةِ اليأسِ وتبدأ الغيومَ تسدلُ استارها على فكركَ اليائسِ ..
وتريدُ ان تخبرَ الناسَ بما تريدُ ولسانكَ لايتحدثُ بما تريدُ وعقلكَ لاينتجُ لكَ ما تريدُ ..!
ماذا تفعل حينئذ ؟