من وسط صخب ضجيج موتٍ قد اصبحنا نألف ادق تفاصيل
معالمه.. ارسل إلينا بتياراتٍ صاعدة واخرى نازله من
اضطرابات اخذت بيد حليمنا إلى حيث الحيره واللا صواب.
ابتعثني ذلك الصوت الذي تبدو عليهِ ملامح الرهبه
والرصانه وتتغلغل طبقات انغامه الهيبه.
وكأنهُ من بعيدٍ .. وكأنني لم اسمعهُ قط .. لكنهُ إلى قلبي قريب .. احترت في هذا الامر إلى ان استقر بي الظن انها مِنحةٌ من الله زكى بها ذاك الصوت ورفعهُ فوق اصوات العالمين .. ليقوم والكل يسمع من وسط هذا الصخب المزدحم الممزوج بصرخات الانين.
سكت الجميع لبُرهه قدرتُ دقيقتها بستين الفاً مِن ما نعد .. قدرت ساعتها بكل ما مرّ ومضى علينا من سنين... هو ذا يُحدِثُني وفي صوتهِ بُحةُ وقار ما عرفها إلا الشامخين .. يُخبرني .. يسأل عن حال مَن كانوا بعدهُ كيف بهم فعل هذا الدهر المُهين ..
يأخذ بتلابيذي اُخرى يصرخ .. يُحشرج ما في كبِدهِ من زفرات ارهقتها اقتفاء آثار اليقين .. في ظلام حالكٍ ارتضوهُ لأنفسهم من ابدلوا دنيه بعليين ..
يُناديني ...
هو : " اي بُني .. "
انا : " واقول : لبيك وسعديك .. "
هو : " لِما هذهِ الوجوه اي بُني شاحبه يكتنِفُها الضجر .. "
انا : " صامتٌ .. لم اُحر قولاً مُبين ... "
هو : " لِما هذهِ الوجوه اي بُني مُصفرةٌ .. والذِله في ملامِحها نقشت اثر .."
انا : " صامتٌ .. لم اُحر قولاً مُبين ... "
هو : " لِما شاهت وجوهاً كُرِمت .. لم اُرهقت جباهاً شُرِفت .. "
انا : " ما زلتُ صامت .. حتى خشيت ان يغضب ذاك الحليم ... "
اقهره في ذاتي .. واكتم حسراتي .. ابحث عن إجابة لسؤال ارهق ذاتي .. وازهق مسراتي ..
ااقول : بذات يدٍ دفنوك بها سيدي خانوك ...
ااقول : بذات يدٍ اخذت بها إلى النجاةِ طعنوك ...
ااقول : وما عساي الساعة اقول ...
ام اقول : كُف عني سؤالك وهات ما لديك من قولٍ .. واجعلني مرسُول ...
هو : " لا عليك بُني ... فقط عني اخبرهم ... ان:
نادى عليّ دمُ الشهيد يقول لي ... اتُرى تمُد يداً تُصافح قاتلي ...
فالقدس انبتت الجراح زهورها ثأراً .. وإن هي تُسقى الخيانةً تذبُلي ...
وكأنني بالبتر اصاب لساني .. فما عُدتُ املكهُ ليتلعثم .. وكأن الصاعقه احرقت اركان فؤادي .. فما عاد يخفق كي يتألم .. وقفت وكلي حيرة .. ااكتُمها عن شهيد .. ام ازُفها لكل تليد ..
او يا تُراهم لم يسمعوها كما اسمعُها سائر ايامي ... او يا ترى طيفهُ ما سامرهم كما سامر احلامي.
اياً كان .. ذي هي رسالة بإرسالِها لكم
اوصاني ...
فلعلها وصلتكم ايها الجيل ...
ولعلها نقشت في صدوركم
درباً طويل ...
فامانةٌ في اعناقكم
هي اوطاني ..
منقول