على سطح كوكب الارض الصخرى قطع كبيرة الحجم واخرى صغيرة
من الاحجار ، لها خصائص والوان مختلفه بينها وبين
الانسان منذ فجر التاريخ وحتى عصرنا الذى نحياةرحله
عجيبه مليئه بالحكايات والاسرارالربانيه وبقليل من
التامل نكتشف مافى العلاقه بين الانسان والحجارة من حكم
وعبر وايات داله على قدرةوكمال الخالق سبحانه وتعالى ،
لمافي باطنها وظاهرها من فوائد دينيه ودنيويه عظيمه...
فقد كانت البدايه مع حاجه انسان العصر الحجرى للغذاء
التى دفعته لاكتشاف ماحوله فى الطبيعه من وسائل وادوات
تمكنه وتيسر عليه صيد الحيوانات والاسماك وحصد النباتات
بمحيط معيشته ، ولم يجد فى رحله بحثه افضل من الاحجار
المختلفه ليشكلها حسب طبيعه استخدامها ، كالمطرقه
والفاس والسكاكين واوانى الطعام الحجريه ..
وفى العصر الفرعونى نقش الفراعنه على الاحجار حضارتهم
لتبقى النقوش الفرعونيه حتى يومنا هذا اكبر كتاب مفتوح
للانسانيه , فعلى الغلاف هرم خوفو , وبصفحاته الحجريه
موثق بالنقوش اول حياة منظمه بين البشر ، ومن حجر
الجرانيت شكل الفراعنه المسله الفرعونيه التى اصبحت
النواة الرمزيه لعلاقه الارض بالسماء لتمهد طريق استفاضه
الحضارة الاغريقيه فى فلسفه الحياة والكون التى تعتبر
من اهم مظاهر حضارتها كما لم تخلو ايضا من اللمسات
الجماليه المعماريه بتشكيل الاحجار كمعبد
البارثينون ,واحد من اجمل الابنيه فى تراث الحضارات
الانسانيه القديمه ...
وفى الاديان السماويه للحجر حكمه ربانيه كشريعه التوراة التى نزلت على سيدنا موسى ، وماورد عن سيدنا عيسى فى قوله من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر , اما وقبل ظهور الاسلام فقد اسىء فهم طبيعه الاحجار فى الجاهليه ولو كان لها صوتا مسموعا ، فلا نعرف مالذى ممكن ان تنطق به لعبدة الاوثان ..
وفى الاسلام ما من من مسلم على سطح الارض اكرمه الله بزيارة البيت الحرام الا وسعى فى الزحام الشديد لتقبيل الحجر الاسود ولايعرف عن فعله سوى انه تعبد لله واتباع لسنه خاتم الرسل والانبياء كما ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب قوله " إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يقبلك ما قبلتك " ، وكذلك فى رمى الجمرات الشيطان لايعبد كما كان فى الجاهليه بل تقاوم رمزيه وسوسته بحصوات ..
وفى فلسطين فللحجر مساحه مضيئه كما وصفها نزار قبانى فى قصيدة اطفال احجارة بقوله :
بهروا الدنيا.. وما في يدهم إلا الحجارة ..وأضاءوا كالقناديل.. وجاءوا كالبشارة
وسبحان من قال مخاطبا بنى اسرائيل
(
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ
أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
البقرة (74)
اننا اذا تاملنا مافى الكون من اسرار وعجائب داله على قدرة الله عز وجل نكتشف انه مامن شىءخلقه الله الا وله من الفوائد الدينيه والدنيويه , مايكفى حاجه الناس فى الدنيا والاخرة الى ان يرث الله الارض وماعليها
فالحجر جماد لايسمع ولا يرى ولايتكلم خلقه الله كما خلق غيرة من الاشياء صالحه فى حياة الانسان ان احسن فهمها واستخدامها , وفاسدة ان اساء فهم طبيعتها واستخداماتها , فالاحجار الكريمه التى يتزين بهاالانسان هى من ذات الصخور التى بها يناضل الطفل فى فلسطين ويبنى منها البنا المساكن والعيادات ,وبالعمليات الجيولوجيه استخرج منها العالم الذهب والفضه والحديد والزهر والنحاس ...
فمابالنا بما فى ذات الانسان من طاقات وعقل ميزة به الله عن سائر المخلوقات
والله انى اتعجب كيف للانسان ان ينعت اخر بالتافه عديم الفائدة , واحزن لكسله فى ادراك ما بداخله من نعم انعم الله بها علينا ، نقيدها بقيود وهميه صنعناها بانفسنا لانفنسنا , حجبت عنا متعه وجمال روح التعاون والتعايش السلمى .. فان كان للحجر كل هذة الفوائد العظيمه , فكيف للانسان ان يستسلم للياس والاحباط الذى حرمنا و حرمه من الانسجام مع الطبيعه بكل عناصرها ...
حطم قيودك وافتح ذراعيك للحياة بكل مافيها وكما هى
واصنع من الحجارة التى تركلها برجلك ظنا منك بعدم
فائدتها ، سلم صعودك نحو اكتشاف مافى
ذاتك من نعم وطاقات لاترضى اهمالك لها ...
منقول