لا حدود أمام الاوراق البيضاء حينما يضع الكاتب ولاء الحرف أمامه وحينما يوجبه
هذا القسم أن يكون مخلصا للحرف والكلمة قابعا في سجن انعزالي
فالكلمه من شأنها أن تطير مخترقه عوالم كثيره لاغيـــة تضاريس وهميه ، من شأنها
ان تحرق وتحترق ، من شأنها أن تغير تضاريس العالم أجمع ، حينما تنزف بوجع
وحينما تخاطب المستمع بوجع
من شان الكلمة ان تغير مسار امة الى المجهول او المعلوم
يصعب جدا الفصل بين الكلمه والحبر القصيده والورقه الكاتب والحرف
فحين نفقد شهية الكتابه نصبح غير طبيعين نصبح كأسماك متجمده فالاقتراب من
الكلمه يقتضي حدا وسطيا ما بين الطهاره والحضاره .
فما اقسى ان يتجمد القلم بيدك فلا تعرف الكتابة او التعبير عما يجول بخاطرك !!
وما اصعب ان يحول البشر بينك وبين ما تريد البوح به لاقرب الناس الى قلبك !!
ما اصعب ان يحولون بينك وبين قلمك فتقف عاجزا لا تعرف المسير
ما اصعب ان يكسروا قلمك فتشعر فضعف ووهن لا مثيل له !!!
ما اصعب ان تشعر ان كل حرف لك عليه الف رقيب وعين وهناك من بنتظر وقوع قلمك !!
فلا طبقيه في الكتابه ولا طبقيه في القراءه ولا طبقيه في الانتقاد
يجب ان يكون الانتقاد مبنيا على اسس فكرية
لايمكن وصف حاجتنا
الى ورقه ، لنكتب شعرا ، أو نصيغ تمردا على واقع أغضبنا .
حرية الكتابه لا ترغمنا على دخول تفاصيل الحدود ا لزمنيه المنغلقه وحسب
فهذه الحريه هي
حوار الحروف ، نزف الوجع ، قسوة الحدود ، احتراق الاشياء
هذه الحريه التي تجعلنا
نكتب عن ألامنا ، عن أوجاعنا ، عند حدودنا التي مزقتها العصبيات القبليه ، وأطماعنا التي
فرقتها الاورام النفطيه ، نكتب عن تاريخ أمه ، عن وجع امتد من المحيط الى الخليج .
نكتب عن لام روحنا ووجع قلوبنا .......
لن نحاور الاشياء الميته ، ولن نجعل حروفنا تقف على الاطلال باكيه مستبكيه
سنخاطب وطنا وحبيبا أوجعنا وأفرحنا ، رسم لنا حدا من الفرح والحزن ، أدخلنا في متاهة
الزمن وأخرجنا رؤساء للكلمه .
ارادة الانتصار ستنهي مقبرة احزاننا
سنكسر ابواب المعتقلات ، سنبكي ، سنصرخ ، سنثور ، سنقول كل ما نريد
اقسم انهم ادموا قلبي وكسروا قلمي اقسم على ذلك ولكن
سنتعلم أن نكتب بكل اللغات ، لن نخاف من اللون الرمادي ، سيصبح الشحوب سيد الالوان
سنتعلم كيف نلبس أثواب الكرامه ، وكيف نخلع مناديل الامهات .
سنكتب بكل اللغات ، وبكل الحروف المطارده
شرط الانتماء الى الكلمه بسيط ، أن تكون عربيا الى حد النخاع ، وأن تتخلى
عن كل عقدك الاقليميه والطائفيه
تتنفس وطنا
تنتمي الى مبدأ
وتعشق الكرامه
تجوب شوارع الفقراء ، ينزف بك حد الوجع الى ما لانهايه ، تشعر بأنك رفيق البسطاء
وتشعر بأنك سيد الحرف حين يفرض كرامته الخضراء
تصعد سلم الكبرياء والطموح ، تبني غد أفضل ، وتسنتشق هواء الحريه
نزرع الحدود الفقيره سنابل خضراء . نبني وطنا
نغير شكل الوطن ، شكل العصيان ، نكسر قوانين الدفن القصريه
ورتابة الكلمه
لاننا
مؤمنون بالنهايه
بأننا
سادة الحرف
اجل نحن سادة الحرف وسنبقى ثقوا اننا سنبقى