يد بريئة وحجر صغير
قصة محزنة لرفيقان فقد أحدهما الآخر .
ذاك الحجر دائما ماكان يهوى تلك القبضة الصغيرة، وتلك اليد غالبا ما
كانت تدافع عن نفسها بذاك الحجر الصغير .
جاء يوم الفراق وودع أحدهما الآخر ، بقي الحجر وحيدا
وماتت تلك اليد البريئة .
سطور قليلة ، وكلمات بسيطة ، ولكنها تحمل في طياتها أروع معاني
البطولة ، وأعلى مراتب النضال .
كانت البداية حين رفضت تلك اليد البريئة الظلم والعدوان،وحين قررت
مواجهته يدا بيد مع رفيقها ذاك الحجر الصغير .
كانت تعلم أنها لن تنتصر عليه ، ولكنها كانت تريد زرع الثقة في نفوس عمها الذل والهوان .
انتفضت بوجه عدوها والتقطت حجرها.
ومن هنا بدأت بينهما صداقة لم يعرف التاريخ لها مثيل ، إنها صداقة يد
تأبى المهانة بذاك الحجر البسيط الذي تدافع به عن نفسها وعن كرامتها .
بقي هؤلاء الصديقان رفيقان لدرب طويل .
إلى أن جاء يوم الوداع .
في ذاك اليوم قررت تلك اليد الصغيرة أن تبرهن للعالم أجمع أن قوة العدة
والعتاد ,لا تمثل شيئا أمام قوة الإرداة وقوة العزيمة وأن آلة الموت لا
يهابها من كان يعشقها .
جاء الظلم زاحفا ومزلزلا الأرض من تحت قدميه ,لا يردعه أي شيء
يقف في وجهه .
وقفت أمامه تلك اليد الصغيرة ،وتصدت له بكل ثبات وإصرار .
زمجر ذاك الظلم بصوته المدوي .
وأطقت تلك اليد رفيقها في السماء يعلو متجها صوب ذاك الظلم المزمجر .
في هذه اللحظة عم الهدوء المكان ، ليسمع بعده صوت الظلم وهو يتكلم
فيقول :
أيتها اليد المسكينة ، إن كان بنو جنسك لم يقفوا ضدنا ، فأي حجر ترميه
في وجهنا .
هنا تنتهي القصة وتموت تلك اليد البريئة، قد سقط حجرها منها ولكن بعد
أن برهنت للعالم بأسره ، أن الشجاعة وإن عدمت في قلوب الرجال
لكنها ما زالت تنبض في قلوب الأطفال