أيها القادم .. ما أجملك !
ما كنت أحب الضباب في يوم ..
أشعر بالخوف منه ..
دائماً يشعرني بأن مجهولاً ما ملتحفاً في عباءته ..
لذلك أدخل شوارع الضباب على مهلِ ..
أحمل في يدي قنديل ضوء ..
وحين أخرج من شوارع الضباب أخرج متنهدة ..
وأطلق صرخة الميلاد ..
فقد ولدت من جديد .
لكن الان كان الضباب منتشراً في سمائي .. كان يلف بعباءته البيضاء
ثم أخذ يلفني معه ..
فكرت بإضاءة بعض الشموع ليصبح هناك بصيص نور
وقبل أن أوقد أية شمعة .. لمحت وجهك مختبئاً في عباءة الضباب ..
لأول مرة لا أخاف الضباب ..
لأول مرة أقتحم أمواج الضباب وأميطه برفق عن وجهك ..
لأول مرة أرى وجهك جميلاً إلى هذا الحد ..
أأعاتبك ؟
أأفسد اللحظة وأعاتبك ؟
اافسد هذا الميلاد ؟
وهذا الضباب الذي حملك إليَّ أأتنكر له وأعاتبك ؟
وهل بقي في العمر عمر أعاتبك فيه ؟
أنا حاليا لا أرغب بفتح رسائل العتاب الشوق بداخلي بدد مساحات
الضباب كلها ولم يبقِ إلا على وجهك الجميل ساكناً سكون الضباب ..
هادئاً هدوء الملائكة
فهل أفسد لحظة الشوق بلحظات من السؤال والعتاب ؟
أنت دائما تعود لي أجمل وأجمل وأجمل ..
أيها القادم لي بعد صراعات طالت ما أجملك !
أيها القادم عبر الضباب ما أجملك !
ايها القاطن في احشاء الروح ما اجملك وما اغلاك !
أتظن أنك إن اختبأت داخل الضباب وداخل الغيوم لن تهطل يوماً في
حضني ؟
الضباب أحضرك وأهداني إياك لتكون شمعة الميلاد
وشمعة اللقاء وشمعة الأمل ..
سألغي رسائل العتاب وسأتلو على مسامعك رسائل الغزل
وليرحل الضباب من دونك ..
فأنت الآن لي وأنا لك ..
أيها القادم عبر الضباب ما أجملك !