البنفسج حزين
والقلب يدميه الحنين
والخطى باتت تائهة في المسير
وحين يحزن البنفسج ..
تضلُّ البلابل أنشودة الفرح ..
وتتشتت العصافير في الدروب ..
تبكي الورود على شرفات النهار..
تنزاح جدائل الشمس عن كتفي المحبوب .. وتضطرب أمواج البحر في حيرتها .. هل تأتيك في الصباح أم عند المغيب ؟
تشرد الضحكات عن مباسم الطفولة .. وتأفل عن ظلال الياسمين .. وتهبط أسراب الحمائم إلى الأرض .. إلى مخدع البنفسج الحزين .. وتدق بمناقيرها الناعمة أوراق البنفسج .. فلا يستجيب .. تنحدر من عينيه دمعتان بلون الألم تبلل ريش الحمائم .. وبتلات الزهر الحزين .. فتنتفض الحمائم جزعة وتلثم بحرارة عيون البنفسج الحزين .
ما بك أيها البنفسج الحزين ..
وكيف تسللت إلى قلبك كل غيمات الحزن
هذه ..
لم تخترقنا في يوم حبة مطر ..
وما بعثرتنا أبداً هبة ريح ..
كيف استأسد الحزن عليك ..
وأين كنا حين غزتك أمواجه قبل طلوع
الفجر بقليل .
لا تحزن يا بنفسج ..
خذ أجنحتنا يا بنفسج وحلق في الأفق
البعيد ..
اغسل حزنك بقطرات الندى ..
وانفض عنك ريش الذبول ..
وتفّتح كما تتفّتح الضحكة على ملامح الطفولة ..
وارفع ساقيك للريح ..
ليتك تفرح يا بنفسج ليتك تفرح