هل اعتدت غيابك ..
أم أنه حضورك المغيب الذي تساوى لدي مع لحظات الغياب ؟
حضورك المغيب بات يثقل قلبي بانتظار لا أمل فيه .. وليس منه الرجاء .
غيابك الحاضر في فكري وقلبي يدفعني كل يوم نحو شاطىء السؤال ..
ألتحف موج البحر ..
أحادث النوارس الحزينة
أرسم لها ألف علامة استفهام ..
هل كان هنا ؟
هل مرَّ طيفه مترنحاً في لحظات الغروب ؟
هل مزق أوراق الوردة في انتظاري ؟
هل فتش موج البحر عن رائحتي إن كانت قد علقت بقاياها في ضفائر
موجة هاربة
كما علقت رائحته في قلبي وعقلي ورئتيِّ ؟
وأغيب في صمتي حين لا تجيبني النوارس ..
وحين لا أجد آثار خطواتك مرتسمة على رمال الشاطىء .
حضورك المغيب يدفعني للغوص هناك في أعماق أعماق البحر
علّك فكرت في البحث عني بين عرائس البحر ..
مع أنني أصبحت عروس الشاطىء لفرط الانتظار .
البحر لا يحفظ خطوات أحد ومع ذلك أبحث فيها ..
أنقب فيها .. أرسم لها صورتك ..
علّها لمحت لك في يوم أثرأ .
من أنت حتى ترسو على شاطىء قلبي ..
تراقص نوارس البحر على دقاته ..
ترسم بفرشاة ألوانك ورودا ً لها قلب ينبض وشفاه تهمس
ورئة تمارس الشهيق والزفير ..
وجميع طقوس الحياة .
من أنت حتى أمنحك قلبي الطاهر .. تعبث بنبضاته .. تقلّب روزنامة أيامه ..
تمحو كل يوم أنت لست فيه ..
تمحو كل صباح لم تشرق شمسه عن جبينك ..
وأحصي أنا في غيابك ما تبقى لي ..
فلا أجد في هوامش الفؤاد إلا ليالي الانتظار ؟
حضورك المغيب طال .. وتساوى لدي مع ساعات الغياب ..
لا ترفع قبعتك ..
مارس لعبة الاختفاء ..
لا بد أن يلقي بك الموج يوماً ..
ستجد لك رسالة وداع لدى هذه النوارس ..
لقد اعتدت غيابك .. أنا اعتدت غيابك .
مما راق لي