منذ الصغر وأنا أخاف البحر لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه
كان المجهول بالنسبة لي لم اكن لافكر بان افك طلاسمه
لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك
عشقتُ عالمي الطفولي وكبرتُ وانا احضن احلامي الطفولية
إلى أن قادتني قدماي يوما إلى شاطئك الجميل
رسمتَ بريشتك وحرفك قصة كي اغوص بعالمك ويحتضن عالمي
مررتُ على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً أفتش فيك
أبحث فيك عن ماذا لا أعرف وعانقت احلامي احلامك
زلت قدمي فهوت إليك وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية
لتلامس قلبي وغرقت يا بحري فيك وبت لا أخاف منك
وصرت انتظرك كل يوم لا بل كل دقيقة تعودت عليك يا بحر تعودتُ
أن أعشقك تعودتُ أن تبادلني كل جنوني أن تبدد كل مخاوفي أن
تحتضن كل آلامي تعودتُ أن يأسرني رقتك ووداعتك وطيفك الذي كان
يحضن طيفي تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك
تعودت يا بحري أن أتنفسك
حتى هبت عاصفة كادت ان تستهويك وكادت ان تتلاشى معها احلامي
كادت ان تسرق مني حلمي بل امالي
موجة وعواصف هبت على نسيم قلبك وتساؤلات وحيرة انتابت كل
اوصالي انت من زرعَتَ الشك في دربي حيثُ الغموض انتاب
قلبك وقلمك
وما لم أتعوده يا بحر ما سرٌ صمتك الرهيب
و ما سرُ سكونك وهدوئك
ما سرّ هذا الصمت
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك
انتظرتُ ان تجف تلك العاصفة التي اثقلت كل كياني
وكسرت قطعة جميلة في فؤادي
ولكن ورغم المحنة ها انت تعود الي يا بحر
لقد عدت لي يا بحر