سَطَّرَت أقلامي المتناثرة حروفًا على أوراقي الذابلة بما تمتم به قلبي
واشتكى من سم ساد في عروقنا ، أخذ يقتل اعضاءنا واحد تلو الأخر
فكيف يمكن للسان ان يردد حروفًا قاتلةً نعاني من أوجاعها
انه التشتت يا عرب
فتحت شبابيك عقلي للكون ونظرت للبحر فوجدته قد تبخر وتأملت في
السماء وجدتها قد انفلقت وشاهدت سلسة نجوم في الليل فوجدتها قد
انكدرت أهذا يعقل أم إني اتخيل ؟؟؟؟
أينكم أيها العرب؟ أين ضمائركم؟ أين قلوبكم القوية الشجاعة ؟
اين عظماؤكم ؟ اين حضارتكم التي نطقت بلسانها وقالت : إني حضارة
العرب فليس كمثلي حضارة ؟ أين حناجركم الهامدة التي تتطاير منها
كلمات تسبح في فضاءالعالم العربي آه كم انتم اشباح لا حياة لها ...
ألم تلاحظوا أن رائحة الموت تسكنكم ؟؟ أ لم تلاحظوا أن الصمت يتجول
في حاراتكم ؟؟ ألم تلاحظوا أن الضباب يغطي اعينكم ؟؟
أ لم تلاحظوا أن غبار التخلف بدأ يكسوكم ... إلى متى سنبقى نخاطب
أمواتا بلا قبور إلى متى سنظل أوراقا تتناثر في فصل الخريف
إلى متى ستكسونا أثواب بالية فتدمرنا وتدمر عقولنا العظيمة
إلى متى سنظل دمى عمياء صماء بكماء لا تخطو أبدا ولو بخطى قصيرة
إلى متى سيبقى التاريخ ينسج لنا حروفًا تتكلم عن ماضينا العريق فهاهي
أيام العمر تمضي والسنين تتوالى ، ونحن مازلنا في سبات عميق ليتنا
نستفيق من هذا النوم العميق ؛ حتى نكشف الستار عن العروبة عن
الإنسانية عن الأخوة عن الشرف عن الرحمة فافتحوا أيها العرب
أعينكم جيدا ولا تغافلوا وشاهدوا الحرب الأهلية في البلاد العربية التي
تُدمر بسيوف خشبية ولكنها قوية قتلت إخوة من وطن واحد ، إخوة من
عرق واحد، إخوة من دم واحد ، كما هو الحال الآن مع شقيقتنا سوريا
هي الآن تبكي وتنزف الدماء فلا أحد يراعي ولا أحد يضاهي هي الآن
تصرخ صراخا مكتوم فتنادينا نداء المشلول ، ولكن لاحياة لمن تنادي
مالك ايها العرب لاتنطقون .. هل أنتم أصنام ام أنتم تتجاهلون
نعم تتجاهلون دموعًا تسيل من أعين تحترق لتشكل رافد من روافد
التعذيب فتصب في بحر الدموع نعم تتجاهلون أطفالاً يتلذذون صنوف
القتل والترهيب يتلذذون سكاكين العذاب دون أب أو أم دفنوا تحت التراب
في غمضة عين أين مشاعركم ؟؟؟ أين قلوبكم أ ألبستموها كفن الموت
ودفنتموها في حفرة تكمن فيها كل أساليب التعذيب ، ألم تستمعوا ألى
صرخة اليتيم التي يتردد صدى صوتها في نسمات هوائنا فتقول :
أ أبكي أم أكتم دموعي حتى ألقى الفرج أ مطالبي عليكم كبيرة ...
أني لم أطلب رغيف خبز أَسُدَ به جوعي ولم أطلب منكم لباس أكسو به
نفسي لم أطلب منكم شربة ماء أو ذرات أكسجين حتى أعيش وإنما كل
ماأطلبه منكم هي الطفولة بحد ذاتها أريد أن أعيش لحظاتها أريد أن أسكن
في بيتها ونعيمها !! فهذا كل ما أريد أريد الحرية لوطني لأرضي حتى
امهد طريقة طفولتي وازرع ثمراته أمامي حتى أكون أول من يشيد هذا
البلاد وأول من يرسم النور على سماء بلادي انتم من حرمتمونا من
المدارس أنتم من حرمتمونا من نسمات الهواء التي تتلاعي بالوجدان
أنتم من حرمتمونا من البساتين الخضراء والفاكهة الشهية ألا في قلبكم
ذرة رحمة حتى تشفقوا علينا لما بعدكم صامتون ؟؟؟ يموت الآلاف كل
يوم ويُؤسر الآلاف ،وأنتم تنظرون متى ستنسجون حلا وتخيطون دورا
لموقفكم .. ماذا تنتظرون ؟؟؟ أخبروني ماذا تنتظرون ؟؟
صمت يتبعه صمت يتبعه صمت يتبعه صمت فرائحة الصمت تفوح في
كل مكان ألم يهن عليكم أيها العرب ... دموع تلتهب ...
قلوب تتحطم بموت إنسان ... وزهور ذبلت بدخان انفاسكم الصامتة ...
أأبكي على وطني الذي يغرق بدماء الشهداء وقد طال ليل الاستعمار
وصور الشباب ومن هم بعمر الزهور تسفك ارواحهم الزكية ومن لحاهم
تحكي قصة الوطن الاسير كلها تدمي القلوب
أم أبكي على الشام التي تحترق ....
أم ابكي على غزة التي تسفك دماء أطفالها ونساءها !!!!!!
ام ابكي عزا عربيا ومجدا تليدا كاد ان يهدم ؟
ام ابكي ارض الكنانة ام تشتت امتنا ام ام ام ....؟؟؟
فماذا بعد يا قلمي ألم تتعب من كتابة أحزان لا نهائية ووضعها في
صناديق اوراق كتابية .