أرسمكِ على فصل الربيع نهراً
يتدفق عبر شراييني
أرسمكِ وردةً خجولةً
تمرّدت
على خدّ تشرينِ
حلّقت عالياً
واغتالت الجَمال
ثم استوطنت في البساتينِ
أرسمكِ في مخيلتي
تبتسمين وتركضين
نحوي مسرعةً
فتضميني..
تهمسين خائفةً
أَرجوك آويني
أشعل بعينيك النار
واجعل من يديكَ معطفاً
يغطيني
أرسمكِ فراشةً تخترق الوقت
وتُبعثر الأيام
وتكتب الشِعر على جبيني
فتُنسينني الماضي
وتصنعين مني أعظم الرجال
تؤرّخيني بين أهم السلاطينِ..
أسمعكِ أغنيةً
أقرأكِ قصيدةً
فترثيني..
تغرسين السيف في صدري
وتصنعين من حُلمي نعشاً
ثم تحييني..
يا نسمة صيفٍ دافئةٍ
يا نوبة عشقٍ صافيةٍ
ويا حدّ السّكينِ
أجهضي حضارتي
وأعيديني
هناك بعيداً
إلى عبقِ الرياحينِ..
دعيني أرسمكِ كما أنتِ
دعيني أمارس هواية الصمتِ
ففي صحراء عينيكِ قافلةٌ..
مئة قافلةٍ
تشدُ الرّحال نحوي وتناديني
سأرسمكِ امرأةً غجريةً
ترقص على لوحاتي
فترسمينني ملكا
ثم تمحيني..
سيّدتي
يا رمز السّلام
ويا مُحرّضة البراكينِ
اقرأي ما بين سطوري
ولا تتلعثمي
أمسكي ريشتي
ولكن لا ترسمي
فقد يكون ظلماً
أن ترسميني..