كنتُ أحسب أنّ الثلج هو الماء المتبلور بهشاشة...
الماء الذي أستطيع جمعه بالغربال...
كنتُ أحسب أن هناك بلاد ثلجية خيالية
.
بلاد بعيدة عن مكان إقامتي الدائمة....
ومهما يكن فلن يصلنا من جليد الثلج سوى أيام معدودة من كل عام...
صار الأمر محرج أمام خجلي من نفسي ...
حيث كنتُ أشعر بالرومانسية كلما سمعت كلمة رمال الثلج البيضاء التي تضيئ العتمة...
بصحبة مدفئة الحطب والشموع.
لم يخطر الباب يوماً على بال الثلاجة.....
كما خطر على بالي أن جبال من الثلوج تتدفق على خيام اللاجئين والفقراء...
رغم أنهم في شبه صحراء لا يأتيهم الثلج من فوقهم ولا من أسفل منهم...
الثلج الحقيقي لا لون له .ولا طعم. ولا حتى رائحة...
هو صقيع يصيب العروق وموت للضلوع.....
من يسكن خيمة لا يصنع من الثلج رجلاً بل هو رجل الثلج عينه...
هو عينه الكرة التي نتقاذفها ....
هو رجل الثلج الذي لا يجد اللفحة الصوفية...
ولا حتى يستطيع أن يقطف جزرة أنفه...كي يأكلها...
إنه لا يعرف من الثوب الأبيض سوى حرارته المنخفضة تحت الصفر...
على بعد كيلو مترات من اللاإحساس الإنسانوي...
كان رجل يرتدي قفازين جلديين وحذاء من فرو يطرق باب بيته في العاصفة الثلجية ....
.بعد أن قُطِع الجرس لعطل كهرباء عابر وفي يديه كستناء ومكسرات وخبز مسمسم وشموع..
لم يسمعه من في الداخل سريعاً بقي لدقائق وقد هطل الثلج على رمشيه فاستاء غاضباً. واستشاط قهراً..
هو مثلي الآن يلتحف يشعر بالدفئ والخجل يسري في أوصاله...
فعلى الأقل .في بيته أبواب وللأبواب مفاتيح وللمفاتيح دفئ...
لا تعرفه الخيام
في كل ليلة شتائية يحدث رجل الخيمة نفسه فيقول:...
عذراً أيتها الأرض
على المرّيخ أيضاً جليد
منقول