ربما غداً عندما تفترِش الورود الحمراء أرصفة الأراضي الطاهرة لتبارك حلولك في ميادين المجد.. ربما في ذاك الغد القريب الذي
ستسقط فيه أحلامنا المكذوبة من أعلى سُّلّم الأولويات وتصبح الأولوية القصوى للحلم العربي.
سأتعلّم أنك حقيق بأن تقدم رُوحك قُرباناً للوفاء وسأتعلّم أن لا أهاب موتاً وشيك النزول بك وسيكون لزاماً عليَّ أن أمجدك بقصيدة تليق.
عُذراً فالقلم هو الفضل الوحيد الذي أصبته من مَدْرَستي الفاضلة ولم أتعلم بَعْد معادلة التفاضل ما بين الحب والحرب
لأكون أكثر عدلاً وفضلاً وصدقاً وكرماً منك وليُمسي حلمي أبعد من ذاك العسل الرابض في عينيك..
لا أعلم هل أجرمت حين نمت طويلا في العسل فإذ بي أفيق على قنبلة؟
وهل أجرمت حين استبحت الأكاذيب البيضاء فحلمت أن تنْعَم أرواحنا الطاهرة بالسلام في ذاك العالم المُبتذل
وهل أجرم كلانا حين تبادلنا الورود الحمراء تحت سقف ليلة مُقمِرَة وأغوتنا نجومها اللامعة فتناسينا
أن الشُهب تتوعَّد بـ قصفٍ قريب قد يُحتّم عليَّ أن اُقدّم الورود الحمراء على مرقدك الأخير وأنا أتلو قصيدة المجد..
عُذراً لأنني راغبة في أن أستثنيك "أنت" من هذا المجد الذي استثنى نفسه منه كل متخاذل
وأي استثناء قد أرتكبه بحقك وقد عمَّ في الأرض الخذلان !! وأي عدل في أن تركب الأهوال ألف نفسٍ
عزيزة ريثما تُحبِط أعمالهم ألوف مؤلفة أخرى تركب الموجة لتصافح المذلّة في حرارة ربما
أو في مرارة ربما لا يهُم .. وما نفع أن نستقيم طالما أن عالمنا الأعوج لم يتفق بعد حول الأهم فالمهم
فهلّا أمهلتني هدنة سلام ريثما أتعلم أن أعيد ترتيب فوضى أحلامي فلا أفترش سُلّم أولوياتي بالأحلام المكذوبة
وأن لا أجعل عسل عينيك مبتغاي الأول والأهم.. وأن أجعل الحلم العربي على رأس السُلّم "على رأسك"
وكأنه وقفاً عليك! عُذراً فأنا لم أتعلم .. لم أتعلم بعد معادلة التفاضل ما بين الحب والحرب لأكون أكثر عدلاً وفضلاً وصدقاً وكرماً منك..
كان حرياً بي أن أدرك أن تلك النظرة المطوّلة الأخيرة كانت وداع غير منطوق
وهجرة -أو بالأحرى عودة- غير مسبوقة بوداع منمق إلى أرضك المقدسة حيث موطنك الأصلي
وما العائد المرجو من أن تعود لأصلك وأن أعود لأصلي وكل شيء حولنا ينضح بقلة الأصلِ
ما جدوى أن تعمل بأصلك فيترحّم عليك قليلو الأصلِ!!
عُد حيث عَهِدْنا سلامنا المكذوب .. حيث نلقى في الاغتراب اقتراب
فلا زال بإمكاني أن أغزل لك من الكذب الأبيض ألف غصن زيتون وحمامة سلام ومدينة أفلاطونية فاضلة
لا تليق بعالمنا المبتذل لكنها تليق بأرواحنا الطاهرة التي تستحق أن تنْعَم بالسلام! عُد وسأمجّدك
على طريقتي وسألتمس لك ألف عذر يُطيّب وجعك على طريقتي.. وسأسرد لك قبل النوم أقصوصة
أنت بطلها ثم أستغفر الله ألف مرة على استباحتي للأكاذيب البيضاء
عُذراً فأناً لم أتعلم لم أتعلم بعد معادلة التفاضل ما بين الحب والحرب لأكون أكثر عدلاً وفضلاً وصدقاً وكرماً منك..
ألا يحق لك أنت أيضا أن تركب سفينة نوح العصرية التي صارت مرتع لكل من هب ودب ؟!
لنكسب بعض الوقت قبيل أن تنقلب علينا الآية ونغرق أجمعين
أعلم أنها ليست إلا مسألة وقت ولكن ألا يحق لي أن أكون وقتية أنا بدوري
وأن أمد لك يدي لتحتمي في سفينة مثقوبة ما إن رأيتك على شَفَا مرقدك الأخير؟!
ألا يحق لي أن أطرح عنك الأبيض الأخير .. لنكسب بعض الوقت
لنستبيح أبيض آخر في يوم آخر وليس أخير؟! عُذراً فأنا لست مؤهلة بعد للابتلاء الأخير "إلا أنت"!!
عُد حيث عَهِدْنا سلامنا المثقوب .. حيث نلقى في الاغتراب اقتراب
عُد لاغترابنا المعهود ولا تقلق فقبيل أن يداهمنا الوقت سأكون قد أعددت لك (وطن مؤقت) على سبيل الهدنة ريثما أتعلم
ريثما أتعلم منك معادلة التفاضل ما بين الحب والحرب لأكون أكثر عدلاً وفضلاً وصدقاً وكرماً منك..
منقول