رحلت بهدوء...
ها هي ترحلُ بهدوء...
لا شيءَ سوى رائحة المسك...
فهي للتوّ انتهت من مراسم الحنّاء...
اعتادتْ دائما أن تزيّنَ أعراسَ الشّهداء...
فمن زيّنَها الآن...؟!
وما هذا اللون الأحمر الذي يصبغ المكان...؟!
رحلتْ بهدوء...
بعد أن نسجتْ حكاياتٍ تعيها هذه الأرض...
حكايات لملمتْ مفرداتها من قاموس وجهها المتجعد...
رحلتْ بهدوء...
نخلة شامخة تعلو جبينَها ابتسامة ...
ووجهها الملائكي فجرٌ يشرقُ بواقع جديد...
رحلتِ يا أمّ النّهار...
رحلتِ يا جبلَ الصّبر...
فمن سيغزلُ حلمَنا عند الموانئ...؟!
ستذهبُ النّجومُ بعيدا...
ولكنَّ غيابَكِ يبقى...
بلا صوتٍ أو طنين...
وستبقى الأرضُ تذوبُ في الانتظار...
وها هي الأرض تحمّلُكِ أمنيتَها الأخيرة...
فسلِّمِي على كلِّ الشهداء يا أم الشهداء...
وقبِّلِي أرضَ الجنّة ...
ستحكي الشّمسُ عن أمٍّ يعجزُ الصّبر عن صبرها...
عن أمّ غنّتْ لولدها وهو يحملُ الموت...
ثمّ رحلتْ بهدوء...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]