العشق يبدو مسرجاً بنجومه
يلقي السلام على هوى الولهان
والشوق يا للشوق قاطعَهُ الكرى
رام التداني في الوصال ثواني
هذا الفؤاد ملكته يا حبيباً
بعضاً وكلاً منذ بدء زماني
حالُ المحبّ جليةٌ .. لم أستطعْ
يوماً أداري في الهوى نيراني
و احتار نظم الشعر فيكَ فخانني
و احتارت الأوزان في ديواني
يا طائر الأشواق بلّغْ مهجةً
هي في الصباح وفي المساء تراني
أني بعصف الريح صرت وريقةً
والعشق شرّدني بلا عنوان
عطري وشعري وابتداء شمائلي
سحري ونبضي في لظى التحنان
كل الجمال سكنته وطناً فلا
أرضى بديلاً يا نعيم جناني
غار الورى من حب مليكي لم
يدرِ الورى ما العشق في الوجدان
لم يعرفوا أنّ المحبّ لحِبّه
يفدي بسكبٍ في الشدائد قاني
عشقي الأصيل على مشارفه انتشتْ
كلّ السجايا في ربى الإحسان
في راحتيه وجدتني وبصوته
غنيتُ.. سَمْتُ المبعَدين علاني
أني حبيبي في هواك توضئي
وتيممي وصلابتي وهواني
وأراك في طلّ الندى وبهدأة السّـ
ـحـَرِ الهنيء وفي الشروق تراني
ورفعتُ جنحي في الفضا.. فجعلتَني
بين النجوم ككوكبٍ فتانِ
مابين عشقين ابتدأتُ مسيرتي
أينا حللتُ ففيهما ألقاني
حبي إليكَ وحب أرضي لم يزل
نبضاً شجياَ واحداً أغواني
وهواي غير مجزّءٍ ووشاحهُ
كلٌّ على كلّ الفؤاد بآنِ
كُتبتْ عليّ سياحتي وتغرّبي
ودنا الأنام بلهفةٍ يلقاني
أسلمتُ للحب الجميل مفاتحي
قدمتُ في محرابه إذعاني
وسقيتُ قلبكَ يا حبيبي بالهنا
لمّا سكنتَ بخفقتي وجناني
لا ضيرَ إن حال الزمانُ وبيننا
دخلتْ شعوب الجن والإنسان
في صدركَ الدافي نويت تجذّري
و عليه أنوي أن يدوم مكاني
لولاه عشقُكَ ما حبكتُ من الضيا
حرفي ولا حلّقتُ في الأكوان
لولاك يا فتّان روحي مُلهِماً
ما أُنطِقتْ في ريشتي ألواني
عطري..انسيابي في دماكَ ودفقتي
سحبٌ تروّي برعم الأفنان
أهديك مُلكي والعروش.. فأبقني
في نبض قلبك دائمٌ عنواني
يا مترع الكفين يا روح الهوى
يا سيد الأوزان والألحانِ
أوَ لا ترى أني أصوغ قصيدتي
في ليل عينك والعَيانُ يراني؟
كلُّ تساءَلَ من يكون حبيبُها
وتفوزُ وحدَك يا حريّ حناني
صاغ القصائدَ حسيَ الملآنُ في
ليل الهوى فتوشحتْ ببياني
حلّق بلحنك ..لا تُقِلَّ.. ولن تفي
فالأذن تلثم من شفا الألحان
ادنُ.. فهذا الحب مشرِقُه أنا
ملّتْ حياتي ظلمةَ الأحزانِ
حطّت على غصني طيوركَ يومها
مذ ذاك في روض الجمال أراني
مذ ذاك تاهت في مداكَ سفائني
وشكت إليّ تناهيَ القيعان
فيّأتِ حرفي يا حبيب خافقي
روّيتِه بالعطر والريحانِ
جنحي وجنحكِ حلّقا بقصيدةٍ
فأراك فيّ وفي مداك أراني
يا بن الأرض الأصيلة روحها
والمجد معقود الحروف سباني
ألقُ حقيقٌ في قصيدِك ومضُهُ
وشموخ حرفك سامقُ العنوان
ألقيتِ بي لما صمدت بأرضنا
ألفاً من الهزّات في وجداني