كان النهار المثقل بصخبه المنهك من وجعه
كان ينفض ثوبه بما فيه من حزن وفرح
من أمنيات وأحلام من ضجيج وهدوءمن موت وحياة
وكانت الشمس ترمي نفسها في البحر.لتغتسل من غبار ذلك النهار الثقيل
ولكن البرق الضاحك في كبد السماء كان يخفف أحيانا الحزن من وداع الشمس
وحبات المطر النادفة كانت تمسح جبين الأرض تطهرها من كل دنس.
سرب من الطيور البيضاء يحلق بالمكان وصخب في السماء رعد يزغرد بين الحين والآخر يعزف لحن الخلود وبرق يرقص فرحا وحبات مطر تنثر وردا
ورائحة زكية تعبق بالمكان
لحظات ثقيلة حيرة بدت في العيون وأسئلة كثيرة تزاحمت تقرع بابنا
ونحن نرقب السماء والحمام الأبيض يستمر في التحليق فوق تلك البقعة لا يغادرها
ويا لها من لحظات ...!
يقع النسر ينزف دما صاح الجميع مات النسر مات النسر ...
اختلط الدم بحبات المطر
فاحت رائحة الموت و اعتقدنا أن النسر قد مات لا لا لم يمت النسر...
هوى الحمام مسرعا توقف الحمام عن التحليق وضع الحمام أجنحته ...
والتف المكان بصمت مريب الحمام يحنو على النسر...
كم كان المشهد غريبا نسر جارح يطارحه الحمام الأبيض...!
لم نعد نرى النسر كان الحمام يلتف حوله لحظات
واستعد الحمام للتحليق
يا الله النسر يحرك أجنحته...
سيحلق. لا لن يقوى على التحليق وبشموخه المعهود يحلق النسر...
نراه وكأننا لا نراه...
ويطير النسر ينفض ريشه من الماء فتتساقط حبات مسك
حلق النسر عاليا يحيط به الحمام واشتد البرق
ونحن ننظر تارة إلى الدم المسفوح على الأرض
وتارة نحلق بأعيننا نرقب موكب النسر...
الأمطار كانت تفرق من بالمكان.. وكأنها لا تريدنا أن نحتفل معها
لوحنا مودعين للنسر فرمى إلينا بغصن زيتون ولوح لنا الحمام ...
واستمر البرق وطبول الرعد ظلت تقرع والأمطار تقسو على الأرض...
اختفى النسر وعاد الحمام تحلَّقَ الحمام الأبيض حول الدم المسفوح ...
ظل يحلق بأجنحته دون انقطاع ورائحة المسك تزداد انتشارا...
عندها أدركنا نعم أدركنا...
لقد كانت السمــــاء على موعد مع عرس النسر
منقول