سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وأصحابه أجمعين
ومن سار على هديه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
غرق كثير من الشباب في ذنوبهم وشهواتهم وتمادوا في طغيانهم وفي شهواتهم فأصبحوا يتنقلون بين المعاصي بدون رادع أو مانع في الليل والنهار يتلذذون بشهواتهم بين الشرب وزنا وفجور فغرقوا في بحار المعاصي يبحثون عن لذائذهم التي ما زالوا غارقين في بحرها فلم يعلم هؤلاء العاصين انه لا طمأنينة ولا راحة إلا بترك المعاصي والابتعاد عنها وتجنب الوقوع فيها
ولم يعلموا أن عدو الإنسانية الشيطان الذي أمهله الله إلى قيام الساعة يريد أن يسهل لنا طريق العصيان والابتعاد عن أوامر الله فهذا الشيطان عصى أوامر الله عز وجل ويرد أن نتبعة حتى يغرقنا في لذائذ الدنيا أزائفة حتى ينتقم لنفسه لان الله فضلنا عليه، فكيف بك أخي العزيز بتبعة والوقوع في شركه فهو الذي يعدنا بالفقر ويأمرنا الفاحشة والعصيان بقوله تعالى
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)
فهل يجدر بنا أن نتبعه وان نسلم له الأمر وقد علمنا انه هو سبب ذلتنا وسبب فقرنا وانه سبب بما وصلنا إليه من الفجور والعصيان وأنه مطرود من رحمته الله.
الآن بعد قد علمنا أن الشيطان عدو لنا فيجب أن نتوب من المعاصي التي غرقنا بها ويجب أن نعود إلى الله عز وجل بالتوبة حتى يغفر لنا ذنوبنا ويدخلنا جناته وقد وعدنا الله منه مغفرة وفضلا بقوله تعالى
( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم).
فهناك صورتنا بين أن نتبع الشيطان وما وعدنا أو نعود إلى الله عز وجل وما وعدنا:
الأولى الشيطان يعدنا الفقر والفجور والعصيان والفحشاء،الفحشاء كلمه لها معنى كثرة.
وصورة الثانية أن الله عز وجل يدعنا بمغفرة وفضلا، فضل الله ليس له حدود وله معنى كثيرة لا نستطيع إحصائها.
ويقول الله عز وجل
( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
تب إلى الله قبل فوات الأوان قبل أن تقول
(يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيا ،يا ويلاتاه يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )
تب إلى الله قبل أن تقف هذا الموقف قبل ان تقول يا ليتني اتبعت الرسول وهداه يا ليتني لم اتبع طريق الضلال وطريق الشيطان قبل أن تذهب إلى هاوية إلى سقر طعامك من الشوك والزقوم وشرابك من الحميم و غسلين وصديد وآخر من شاكه أزواج.
الحميم هو عصارة أهل النار من قيح والدم ونتن الحم.
وتذكر هذه الصورة التي يصورها الرسول صلى الله عليه وسلم لنا يقول فيها عن طعام أهل النار
(لو أن قطره من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشتهم) فكيف بك وأنت تأكل منها وتذوق طعمها، هذا طعام أهل النار فكيف هي ملابسهم يا ترى إنها من نار وقطران وتخيل نفسك هو يصب فوق رأسك من الحميم الماء الساخن الحار الذي فاق وصفه خيال الناس يقول الله تعالى
(فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم) وقوله تعالى (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار).
هذا وصف سريع من أهل النار،فكيف بك وأنت تقاد مثل البهائم إلى النار
(ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا)
فهل تريد أن تكون من هؤلاء!
نعم أخي اعلم ما تقول لا أريد، إذا تب إلى الله قبل أن تندم فلا ينفع الندم ولا تنفع الحسرات ولا البكاء قبل ان تعض على يديك حسرة وندامة على ما فات فلا بد لك أن تتوب الآن وتذكر قوله تعالى
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له).
إن الله عز وجل يغفر الذنوب هو غفار لمن عاد إليه وقد وعدنا أن يغفر لنا إذا رجعنا إليه وأسلمنا له، وكن من الفئة التي تحشر إلى الرحمن وفدا حتى تدخل جنة ربها مطمأنة
(ويوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا).
أخيرا أخي هل فكرت التوبة....