الرضاعة الطبيعية ...فوائدها
يجوع الطفل أكثر مما يجوع البالغون. ويحتاج الطفل إلى التغذية كي ينمو وتعمل أجهزة جسمه بكفاءة. ولأن معدة الطفل صغيرة، فإنه يشبع ويجوع بسرعة.
وتحتاج الأمهات لمراقبة طفلهن حينما يبدأ بالجوع، ولأن الطفل الصغير لا يستطيع التعبير عن شعوره بالجوع بكلمات مفهومة، فإنه يبدي شعوره بالجوع من خلال عدة علامات.
وبكاء الطفل إحدى العلامات التي يبديها الطفل لنعلم أنه جائع. ولكن قبل الوصول إلى مرحلة البكاء، يبدي الطفل علامات أقل ضجيجا.
الباحثون في مؤسسة «نيمورس» لطب الأطفال بالولايات المتحدة يعرضون مجموعة من العلامات التي تدل على جوع الطفل.
ومنها:
- بدء الطفل بتحريك رأسه من جهة إلى أخرى، أي ما يشبه بحثه عن شيء ما.
- فتح الطفل فمه، وإبداؤه للسانه رغبة في لعق الطعام.
- بدء الطفل بوضع أحد أصابعه أو يده بالقرب من فمه أو في داخله.
- زم الطفل لشفتيه.
- انقلاب الطفل إلى جهة ثدي أمه إن كان بجوارها.
- تحريك الطفل فمه باتجاه الشيء الذي يلمس خده، وهو ما يعرف بـ«رد فعل البحث».
ماذا اطعم طفلي؟
الحبوب : لقد دأبت شركات الأغذية على تحضير أنواع كثيرة من الحبوب بطرق وأشكال مختلفة ، ولقد اشتهر عندنا ( فوح الرز ، وشوربة الرز وغيرها ) وكلها محسنة ومطعمة بالحديد والفيتامينات المختلفة ، وهذه يمكن البدء بها اعتبارا من نهاية الشهر السادس كما ذكرنا .
الفواكه : الفواكه المعصورة أو المغلبة والمصفاة ، والمطعمة بالمعادن والفيتامينات ، تعتبر غذاءً مرغوبا ومفيدا للأطفال ، والموز الناضج والطازج والمهروس ، يعتبر طعاما مثاليا للأطفال الرضع بعد الشهر السادس أيضا ، فهو سهل الهضم ، وملين خفيف للأمعاء .
الخضراوات : وهي غنية بالحديد والفيتامينات ، وتعطى للرضيع اعتبارا من الشهر السابع ، وذلك إما بعد طبخها وهي طازجة ( مثل شوربة الخضار ، وماء السبانخ ) أو تلك المحضرة تجاريا بشكل جاهز.
البيض : يضاف البيض إلى طعام الرضيع في نهاية الشهر السادس كذلك ، وتبدأ الأم بإعطاء ( مح البيض) المسلوق جيدا في البداية ، كما تبدأ بكمية قليلة ( جزء من مح بيضة واحدة ) ، ثم تزيد الكمية بالتدريج حتى تصل إلى مح بيضة كاملة وبمعدل 1-3 مرات أسبوعيا . أما بياض البيض فيجب الحذر منه خوفا من الحساسية ( نعطيه بكمية قليلة وانتباه كبير ) .
اللحم : وهو مصدر غني بالبروتين والحديد والفيتامينات ، وكذلك يستخدم اعتبارا من نهاية الشهر السادس، حيث تبدأ الأم بماء العظم ، وشوربة الدجاج ، ثم الكبد والمعلاق …إلخ
والنشويات : هي آخر شيء نضيفه إلى غذاء الطفل الرضيع ، وهي ذات قيمة حريرية عالية ، ونبدأ بالبطاطا ، ثم شوربة الرز ، ثم الخبز والصمون ، ثم المعكرونة .
أما الخبز المحمص ، أو البطاطا المحمصة ، والجبس والبسكويت ...إلخ فنعطيها للطفل عندما نلحظ منه رغبة في مسك الأشياء بيده ، وهذه – في الحقيقة – هي التي تعلمه على الأكل الذاتي بالتدريج ...
ويؤكد الدكتور شريف عبد العال أستاذ طب الأطفال بقصر العينى والأمين المساعد للجمعية المصرية لطب الأطفال، أن الرضاعة الطبيعية من الأمور المفيدة والهامة جدا للطفل، حيث تعمل على تقوية مناعته وتقيه من العديد من الأمراض التى قد تصيبه فى أول 6 أشهر من عمره، كما أن لبن الأم يعتبر وجبة متكاملة لما يحتويه من دهون وبروتينات وكربوهيدرات مما يساعد على نمو الطفل بشكل كبير.
ويضيف أن حليب الأم يعتبر سهل الهضم ويقى من الإصابة بالبكتريا والفيروسات المختلفة كما أنه لا يحتوى على اى مواد زائدة قد تساعد على زيادة وزن الطفل بل يضمن للطفل حياة صحية فيما بعد .
ويشير إلى أن الطفل حينما يرضع من ثدى أمه ويقترب من الحلمة، يشعر بطمأنينة تساعده على زيادة نمو المخ وزيادة عنصر الذكاء لديه وهو ما توضحه الدراسات الحديثة من أن الطفل الذى يرضع رضاعة طبيعية يفوق معدل ذكائه عن الأطفال الآخرين بنسبة 30% .
وبالنسبة للأم يؤكد دكتور شريف أن الرضاعة الطبيعية مفيدة أيضا للأم، حيث تعمل على حرق الدهون بشكل كبير وإعادة الجسم إلى ما كانت عليه فى السابق، كما أن اللبن يعمل على هدوء الأعصاب وينظم الهرمونات الموجودة فى الجسم، بالإضافة إلى أن الرضاعة تعمل على تقليل حجم الرحم وعودة حجمه الطبيعى إلى ما قبل الولادة بعد حالة الشد الذى تعرض لها أثناء الولادة.
فوائد الرضاعة الطبيعية للام والطفل:
فوائد الرضاعة للوليد :
*لبن الأم معقم جاهز ـ ليس به ميكروبات ـ وتقل بذلك الإصابة بالنزلات المعوية التي تصيب عادة الأطفال الذين يرضعون الزجاجة .
*لبن الأملا يماثله أي لبن آخر محضر من الجاموس أو الأبقار أو الأغنام أو الإبل . مهما جرت معالجته بذكاء فهو قد صمم وركب ليفي بحاجات الطفل يوما بيوم منذ ولادته وحتى يكبر إلى سن الفطام . وفي الأيام الثلاثة الأولى يفرز الثدي "اللبأ" وهو سائل خفيف أصفر ويحتوي على كميات مركزة من البروتينات المهضومة ، و على المواد المحتوية على مضادات الجراثيم والميكروبات . وينقل بذلك مناعة أخرى تضاف إلى الوليد ضد الأمراض حتى تتعاون مع ما سبق أن أخذه من المشيمة أثناء الحمل من مواد مانعة ضد الأمراض ، كما أنه يساعد على منع الحساسيات .
يحتوي لبن الأم على كمية كافية من البروتين والسكر بسب تناسب للطفل تماما بينما البروتينات الموجودة في لبن الأبقار والأغنام والجواميس عسرة الهضم على معدة الطفل لأنها صممت لتناسب أطفال تلك الحيوانات .
تكثر لدى الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة وفيات مفاجئة غير معروفة السبب وتدعى (موت المهاد) بينما هو غير معروف تقريبا لدى الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم .
نمو الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أسرع وأكمل من نمو أولئك الذين يعطون الألبان المحضرة وقد ثبت بأن هؤلاء الأطفال أشد ذكاءً وأكثر إدراكا واستجابة لمحيطهم .
النمو النفسي : للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم نمو سليم وسريع بينما أولئك الذين يلتقمون الرضاعة تكثر بينهم العلل النفسية . وقد ثبت بالتجربة العلمية بأن عملية الإرضاع بحد ذاتها وما يصاحبها من مداعبة للطفل وضمه لصدر الأم والهزهزة أمر في غاية الأهمية وتأثيره على سلوك الطفل حاضرا ومستقبلا وبدونها تجعل الطفل عصبيا وعدوانيا و لا يمكن ترويضه إلا بطريقة الهزهزة والضم للصدر .
إن حليب الأم متوفر بكل سهولة وكلما دعت الحاجة إليه وقد ثبت من تقارير هيئة الصحة العالمية أن أكثر من عشرة ملاين طفل قد لاقوا حتفهم نتيجة عدم إرضاعهم من أمهاتهم .. ويمكن للأم المريضة أو الضعيفة أن تستعين بالحليب المصنع بالإضافة إلى حليبها إذا لم تستطع إيفاء حاجة الرضيع ويوجد خطر على حياته ... ولكن يجب أن لا تعتمد كليا عليه وأن تبدأ بإرضاع طفلها من ثديها ثم تكمل بالرضاعة وذلك لكي لا يتعود الطفل عليها وحتى لا يجف حليبها .
فوائد الرضاعة للأم
*الارتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة من أهم العوامل لا ستقرار الأم والطفل نفسيا ويعطي شعورا للأم بالرضاء عن نفسها لأنها تحافظ على صحة الطفل ونموه .
يعود الرحم إلى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعة أثناء الرضاعة ، ذلك لأن امتصاص الثدي يؤدي إلى إفراز هرمون من الغدة النخامية يدعى الاوكسيتوسين الذي يؤدي بدوره إلى انقباض الرحم وعودته إلى حالته الطبيعية . و لو لا ذلك لأصيب الرحم بسرعة بالانتان وحمى النفاس .
تقلل الرضاعة من احتمال الإصابة بسرطان الثدي . فقد وجد أن المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض الخبيث ... وتقول الإحصائيات إن غير المتزوجات أكثر تعرضا من المتزوجات . والمرضعات هن أقل الجميع تعرضا لهذا المرض . وكلما أكثرت المرأة من الرضاعة كان ذلك أدعى لحمايتها من سرطان الثدي .
الإرضاع المتواصل من الثدي هو أحد العوامل الطبيعية لمنع الحمل ...
وهو وسيلة خالية من المضاعفات التي تصحب استعمال حبوب منع الحمل أو اللولب أو الحقن .. ولكن هذه الطريقة ليست مؤكدة فإن مص حلمة الثدي يحرض على إفراز هرمون البرولاكتين من الفحص الفحص الأمامي للغدة النخامية وهذا يزيد من إفراز اللبن من اللبن من الثدي وفي نفس الوقت يقلل من إفرازات الهرمونات المنمية للمبيض .. وبذلك لا تحصل الإباضة ( التبويض ) ويمتنع الحمل .
مدة الرضاعة : قد تساعد الرضاعة لمدة طوية ( من 20 الى 45 دقيقة ) في ضمان امداد كمية كافية من الحليب و التأكد من ان طفلك يحصل على الكمية الكافية من الحليب المنساب في الفترة الاخيرة والذي يكون غنياً بالوحدات الحرارية . وتقليل فترة الارضاع في كل رضعه قد يمنع زيادة امدادات الحليب بينما تزداد حاجة طفلك اليه .