** كظم الغيظ **
من اسباب كظم الغيظ :
حفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول:
إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَة
درِب قلبك.
إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين ،
فمرّن عضلات القلب على كثرة التسامح ، والتنازل عن الحقوق ،
وعدم الإمساك بحظ النفس ،
وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبه
سامح كل الذين أخطؤوا في حقك ، وكل الذين ظلموك ، وكل الذين حاربوك ،
وكل الذين قصروا في حقك ، وكل الذين نسوا جميلك ،
بل وأكثر من ذلك..
انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى-
بأن يغفر الله لهم ، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم...
ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.
فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم ،
وتسلم عينيك لنومة هادئة لذيذة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) أخرجه مسلم.
سعة الصدر وحسن الثقة؛
مما يحمل الإنسان على العفو.
ولهذا قال بعض الحكماء:
"أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقتَدِرِ وَجُودُ الْمُفتَقِرِ"
فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه
قال تعالى :
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش :
:"مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟" قَالُوا :
خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ".
شرف النفس وعلو الهمة
بحيث يترفع الإنسان عن السباب ، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.
فلابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك ،
وتقابلها بابتسامة عريضة،
وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ
طلب الثواب من عند الله.
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا - وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ -
دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ "
استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.
وقد قال بعض الحكماء:
"احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ
وَالاغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".
الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه،
واللين معه والرفق به.
قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر)
وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-
من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛
فكيف بمن بعدهم؟! َ
وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِيُّ:
"إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ".
فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها
قبل أن تؤاخذ الآخرين،
قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم،
وهذا لا شك أنه من الحزم.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا !
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !
كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوامالنفايات
"المشاكل بأنواعها، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل"
وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب،
فلا تجعل من نفسك مكبا للنفايات؟ لا تأخذ الأمر بشكل شخصي،
فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك،
وادع ان الله يهديهم ويفرج كربهم.
يقول صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ كَظَمَ غَيظاً، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ
الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ) رواه أَبو داود والترمذي
يقول أحد الحكماء :
كنت اسير في الطريق ولسبب ما قال لي رجل يا حـمار!!
فابتسمت لأن الله خلقني انسان وهو يراني حمار فلم اكترث لما قال.
ولكن ,, ياترى !!
هل أستطيع كظم الغيظ ؟
هل بكظمي الغيظ اعتبر من المغفلين السذ ّج ؟
هل ان كظم الغيظ تنازلا عن الحقوق ؟
هل اكظم غيظي رغم قدرتي على مجابهة خصمي ؟
حِبُّ مكارِم الأخلاق جَهْدِي ... وأَكـْــــره أن أَعيب وأن أُعابَا
وأَصْفَح عن سِباب النَّاس حِلْماً ... وشرُّ الناس مَن يَهْوَى السِّبابا
ومَن هَاب الرِّجالَ تَهَيَّبُوه ... ومَن حَقَر الرِّجالَ فلــن يُــــهَابا
ومَن قَضَت الرجالُ له حُقوقاً ... ولم يَقـْض الحُقوِق فما أصابَا
تحياتي للجميع