ينتابنا
من حين إلى آخر شعور بالندم . فنحن نندم على أشياء كثيره قد حدثت ولم نوفق
فيها أو لم نوفق في التفكير تجاهها .لذا فإن الشعور بالندم في حد ذاته
يجعلك تحس بطعم المراره تتذوقه كلما رأت عينك ما فاتك أو تذكرت ما جعلك
تندم أشد الندم على إرتكابك ذلك الفعل . يمر كل منا بمواقف كثيرة يتخذ من
خلالها قرار ما وما أن يتخذ قراره هذا ويجد أن عكس القرار هو الأفضل له
يبدأ حينئذ في الشعور بالندم ويتمنى لو عاد به الزمن مرة أخرى وإتخذ القرار
السليم . ولكن هيهات أن يعود الزمن فيجد الإنسان نفسه وقد أصبح نادماً على
ما حدث .
ومن أصعب الأشياء التى تؤثر في النفس البشريه هى معرفة
الأشخاص ومصاحبتهم ثم بعد أن تُزال الأقنعه وتتكشف النفوس وتتعرى نجد
الحقيقه المؤسفه أنه لا معرفة بعد الأن . ونندم على معرفتنا الطويله بهؤلاء
الأشخاص واللذين كنا نكن لهم يوماً ما معزة ونتعامل مهم بكل صدق وإحترام
فما كان منهم إلا أن تنكروا لنا وأداروا وجوههم . قد نساعد البعض إما من
منطلق أن شخصياتنا هكذا محبه للخير مساعده لهم أو لأننا نود حقاً أن نساعد
هؤلاء الأشخاص إيماناً منا بأنهم يستحقون المساعده . ولكن ما هو رد فعلك
إزائهم إذا ما قابلوا مساعدتك لهم بنكران الجميل ووضعوا في إعتقادهم أنه
واجب عليك ولزاماً أن تساعدهم . حينها فقط ستحس بندم شديد يشوبه المراره
على وقتك الذى ضيعته مع هؤلاء الأشخاص والثقه التى منحتها لهم وإعتقادك
بأنهم سيتعاملون معك بنفس القدر من الإحترام الذى تتعامل معهم به . ولكن
دعنى أقل لك مهلاً ماذا ستجنى من ندمك هذا ؟ لن تجنى سوى الضيق والألم
وسترهق ذهنك بكثرة التفكير في أشخاص لا يستحقون منك أن تضيع وقتك بالتفكير
فيهم . عليك ألا تندم من معرفة أى شخص وإعلم أنك حتماً إستفدت من هذا الشخص
وإن لم يكن به مزايا كى تستفيد منه فإنك ستستفيد من عيوبه كى تتجنبها
وتحاول ألا تكون مثله وأن تتأقلم عليها إذا ما حدث وقابلت مثله فيما بعد .
من المهم أن تتخطى مرحلة الندم وتنظر أمامك قد يكون لم توفق في إحدى
صداقاتك ولكن أنظر بروح التفاؤل وإبدأ من جديد مع أشخاص آخرين ستجد أن
الحياة جميله تستحق منك نظرة التفاؤل تلك . وإعلم أن ربك ناظر إليك عالم
بمجريات الأمور فتبقي مطمئن مسرور .