لا تنتظريه
لا تنتظريه يا أخت
فقد انتظرته من قبلك سنين
في هذا الركن
كنت ألتقيه ... ممسكا ً بيدي
يداعب خصلات شعري
ويهمس في أذني
حمائم الشوق والحنين
كان يعد الدقائق للقائي
ويمتطي صهوة الأيام
يعاند الزمن
يسابق الريح
يقطع الأرض أشواطا ً
كي يأتيني
رسائله ما زالت
تملأ المكان
عطره وسجائره
أشعاره وقصائده
وشيء من بقاياه
ما زالت معلقة هنا
أناجيها وتناجيني
أيا أختاه أما زالت لديه
تلك الحشرجة في صوته
وتلك الرعشة المزيفة
على شفتيه
أما زال يملك أفقا ً رحبا ً
للكذب والخداع والتملق
إذا ً هو هو فاحذريه
إن أتاك اليوم
ففي الغد أنت من المهجورين
أحزمي حقائبك يا أخت
وارحلي
لن يأتيك اليوم
لن يأتي في الغد
لن يأتيك أبدا ً
كما بات لا يأتيني