أنا لا أبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة
من جوارحي و تصير ضحكا .أتمنى أن تبقى حياتي دمعة و ابتسامة..........
أيتها المحجوبة عني بستائر العظمة وجدران الجلال ،أيتها الحورية التي لا أطمع بلقائها إلا في الأبدية حيت المساواة ،يا من تطيعها الصوارم و تنحني أمامها الرقاب و تنفتح لها الخزائن و المساجد ،قد ملكت قلبا قدسه الحب و استعبدت نفسا شرفها الله و خلبت عقلا كان بالأمس حرا بحرية هذه الحقول فصار اليوم أسيرا بقيود هذا الغرام
أهذه هي الحياة ؟هل هي ماض قد زال و اختفت آثاره ،وحاضر يركض لاحقا بالماضي ،
ومستقبل لا معنى له إلا إذا ما مرّ وصار حاضرا أو ماضيا؟
رحماك يا نفس رحماك
رحماك يا نفس فقد ابنت لي الجمال و أخفيته :أنت و الجمال في النور ،و أنا والجهل في الظلمة،وهل يمتزج النور بالظلمة؟
أنت يا نفس تفرحين بالآخرة قبل مجيء الآخرة وهذا الجسد يشقى بالحياة وهو في الحياة.
من وراء جدران الحاضر سمعت تسابيح الإنسانية .سمعت أصوات الأجراس تهز دقائق الأثير معلنة بدء الصلاة في معبد الجمالٍ أجراس سبكتها القوة من معدن الشواعر و رفعتها فوق هيكلها المقدس ،القلب البشري
والدموع التي تذرفها ،أيها الحزين ،هي أعذب من ضحك المتناسي و احلى من قهقهة المستهزئ .تلك دموع تغسل القلب من أدران البغض و تعلم ذارفها كيف يشارك منكسري القلب بشواعره