الصمت هو لغة القلوب ... لغة تعترينا عندما نشعر بقسوة الايام وظلم المحبين
والبشر ... عندما يقتل كل شئ جميل فينا نخلد الى الصمت ودموعنا ساكته لا
تنوي النزول حياءا ... اليوم وهو ليس ككل يوم شعرت بغصة في قلبي وضيق في
انفاسي يشبه الاختناق ... تمالكت نفسي وارتكزت على عامود كهرباء يتوسط
الشارع المؤدي الى الجامعة .. رفعت رأسي للسماء نظرت الى الدنيا من حولي
رأيت المارة طالبات يتهامسون يملأهما الامل الذي يعتقدون انه في متناول
ايديهم ... وهناك في ركن اخر وجدت من شردن بتفكيرهن في عام غريب بان ذلك
على تقاسيم وجههن ... نظرت الى نفسي ابتلعت ريقي وبدأت المسير ثم سارت بي
قدماي الى الكفتيريا .. صغيرة في حجمها لا اعرف فيها سوى عمو ابو حمزة بائع
في كفتيريا الجامعة .. تناولت كوبا من النسكافيه وجلست في مقعد وطاولة
مهترئة حيث أدرس في جامعة متواضعة .. شرد فكري حول التغير السريع الذي حدث
لي في هذه السنة .. احداث غريبة سريعة لكنني تجاوزت اشواكها بنجاح .. رسمت
هدفا لي ربما قد يكون لي الصعب او السهل الممتنع ... راجعت كل دقيقة مرت في
هذه السنة وجدت نفسي تضحك وتضحك .. رأيت ان تفاصيل حياتي جزء كبير منها
يتسم بالتفاهة والسذاجة .. شئ غريب الذي اتحدث فيه لكنها الحقيقة كثير منا
تمر عليه محطات من العمر يكتشف فيها كم كان ساذجا .. عام مضى رأيت فيه نفسي
صغيرة في العقل والتفكير حتى في الرفقة لم توفقني الحياة فيها وضعت حبي
وقلبي بين يد الجميع لكنني لم اجد الرأفة ولا رحمة القلب ولا السكون ..
عددت على اصابعي اخطائي وعددت على ذرات الرمال اخطائهم .. لست ابالغ لكنني
انسج من الواقع حقيقة ... ومن السكون ضجة .. لانني وصلت الى مرحلة من الوعي
تمكنني ان اكمل مسيري دون توقف .. حتى ثقتي سأهبها لنفسي دون غيري