كلنا يعلم تمام العلم ان الخيوط باختلاف انواعها والوانها الا انها تقوم بوظيفة واحدة وهى الترابط والتماسك مع بعضها البعض مكونة نسيج متناسق ومتناغم
ولكن حسب شدة صلابة وجودة الخيوط تكون قوة تماسك ذلك النسيج
ولقد ذكرت الاية الكريمة ان اوهن البيوت بيت العنكبوت وذلك لانه يتكون من خيوط هشة سهل ازالتها وهدمها
فلو تخيلنا سويا بيوتنا وعلاقاتنا بالاخرين تتكون من مجموعة خيوط ولكن للاسف دخانية فهل لنا ان نتخيل طبيعة تلك العلاقات ومدى قوتها
ولنترك العنان لخيالنا لنلون كل علاقة من العلاقات الانسانية بخيط
فالخيط الازرق الذى يمثل لون السماء الصافية والبحر الواسع الذى لاينفد عطائه نجعله يمثل الخيط الذى يربط الزوجين ببعضهما البعض حيث التفانى والتضحية والايثار من كل طرف لاسعاد الطرف الاخر
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى ازرق فوهنت العلاقة وحدث التباعد والنفور مما ادى الى انتشار الطلاق
الخيط الاحمر الذى يمثل لون الدم والحمية والغيرة على الحرمات نجعله يمثل الخيط الذى يربط اخوة النسب واخوة الاسلام
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى احمر فوهنت العلاقة مما ادى الى انتشار الخلافات بين الاخوة واصبح لدينا تبلد حسى لرؤية دماء اخوة لنا فى الاسلام تراق ولا نحرك ساكنا
الخيط الاخضر الذى يمثل البساتين الغناء والاشجار الظليلة نجعله يمثل الخيط الذى يربط الاباء بالابناء حيث الاحتواء والحنان والتفاهم
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى اخضر فوهنت العلاقة وحدث التفكك الاسرى فالاباء فى وادى والابناء فى وادى آخر فكلاهما لايفهم الاخر ولاتوجد نقطة تلاقى مشتركة بينهم
الخيط الابيض الذى يمثل النقاء والطهر نجعله يمثل الخيط الذى يربط بين العبد وربه حيث الاخلاص فى العبادة والاقبال على الله بحب
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى ابيض فوهنت العلاقة بين العبد وربه فاصبحت الصلاة مجرد عادة ومجموعة تمارين رياضية يؤديها العبد وبالتالى اصبحت لاتنهى عن الفحشاء والمنكر فنجد الراقصة تصلى الفرض ثم تذهب الى الحانة لترقص فاى خيط ذلك الذى يربطها بالله
للاسف الخيوط التى تمثل العلاقات الانسانية فى عصرنا الحالى اصبحت معظمها خيوط من دخان
اى هلامية نراها ولكن لانستطيع الامساك بها ولا تستطيع ان تترابط لتكون نسيج متماسك اى اضعف واوهن من خيوط العنكبوت لذى لنا ان نتصور ما آلت اليه بيوتنا وعلاقاتنا