زمن مفترس ..
دقَّ أجراس الذهول
بأبشع جـــرم
طعن تلك المدينه .. بالحزن
تلك المدينة التي كانت ترفل بنوم الهدوء
تتبادلها حسرات تيبست بكثبان اليأس
تتسللها شمس النهار برداء أسود .. ليرتديها الليل بجلباب من الصمت
لا مكان لها تحت الشمس
تنضح نثرات بخار حار ..
وتتشظى شرار
تصرخ ببكاء أخرس مطبق ..
لا تُسمع في المجالس الدوليه
كأنها لا أحــد
يسحب بساط الحياه من تحتِها ..
ويزحف الموت لبيوتِها
ولجسد عائلاتِها ..
ولعالمها الحي
التجاعيد غزت سماءها
أنطفأ بريقها بلفحه من شرور الشرور
تتقيح على مستنقعات الموت الأبدي
أحلامها مؤجله الى نوم أبدي
ممتلئه بحواجز وسياج مصلب ..
وتشرخها مناطق النفوذ .
مسحوقه الى حد سكين الأنـا ..
فقر مدقع يجثم على صدر المدينة
ذعر .. جوع
وحرمــــــان
ظلم .. جور .. وعسف
صرخات خوف وصرخات جوع ..
وتــعــذيـب
تُزرع بالرصاص والضجيج والغبار ..
بدلا من شجيرات الورد الجوري والزنبق والقرنفل .
يسحب منها البياض وتغرق بموت عميق .
طقسها جثث أموات ورعب ومقابر ..
هواء لا يستسيغه حتى الأوكسجين
تميل معه الأغصان العجاف .
ظروفها مرعده مزبده طيور المالك الحزين والبجعات السوداء على حواف الأرصفه وجنبات الطرق .
تنقض الصواعق عليها لتلسع ظهر الأرض
النقاط تهجر الحروف .. والحروف تهجر السطور
وتشتبك الفواصل مع علامات الأستفهام
أشجار البرتقال يمرغها مطر أحمر دموي
قدر لهذه المدينه لا فرار منه ..
غادرتها الصباحات الدافئه ومسك روائح حاراتها العتيقه
لتستيقظ ريحا تنشط بروائح الجثث المتعفنه وأكياس الزباله المتفجره على الأرصفه المقفرة الوعرة
تمضخت بعطر دماء ..
حطموا أسوار الخوف المزمن
وثمن أحتكار الحياة لنشيد
سقطوا ..
وصعدوا ..
الى سماء الرب
سماء الحق ..
لنرتكز عليها بثبات ..
ونصنع أرض الحريه
نصنعها حتى الأحتلام ..
ونغطي جرحها بالقطن الأبيض
نبني أوطان .. ومدن .. وأناس
على أطلال التاريخ
ونملىء الروح بغذاء الروح
ونخرس كل من يغني ويرقص على كسل العقل العربي
ونشحن المدينه الطاعنه بالحزن الى ميلاد الحياة
فكلنا للألم ..
ومن الألم ..
نعـــود
نعود
نعود
نعود
نعود