هل من جديد ؟؟
سؤال مخيف ارتسم على وجوه سائليه ,وأربك أقلام كاتبيه , أهي السحابة
السوداء المشحونة برصاص يقتل أحلام أطفال غزة من جديد؟؟!!! , أهي
الحرب دقّت أجراسها فأيقظت ذاك الطفل الرضيع على صوت قنبلة وجعلته
يدرك معنى الحرب وهو صغير ؟ أهي ثياب الخوف تحاك من جديد لاطفال
غزة حتى لا يتقنون النوم ؟, أم سهام موت قبل الموت , أم ماذا ؟!!
لا زالت عيناه تغرقها الدموع حتى الان في مخيلتي , بكاء حاراً , تبكي
لبكائه القلوب , واخته من وراءه تبكي أضعاف بكائه ,والصراخ يعلو
المكان بل علا صراخه ليصل كل العالم في ذاك الوقت , طفل لا يتجاوز
السابعة من عمره , بثياب رثة , وجبين يحكي معنى الخوف , معنى الحرب , معنى أن يكون الأطفال رجالاً , غير انهم يبكون ....
في ذاك البيت , سكن كل شيء , إلا دويّ الرصاص وأختبأت تلك العصافير الصغيرة خلف سرير حديديّ , وامهم معهم تحتضنهم بخوف اكثر منهم , أما الأب فقد أسكت الله نأمته في الحرب الماضية , واختبأوا وكانهم ينظرون دورهم في الموت , تلهج قلوبهم ...ليته يأتي سريعاً ....فهم في حياة أشد عليهم من رؤية الموت نفسه ...!!!! ليرحلوا قلوبا نقية طاهرة لم تتلوث بعد بذنوب الكبار .....
وعلى ضفة البحر , نورٌ أضاء حتى ظن الناس أن الفجر جاء قبل أوانه , وعندما اقتربوا وجدوا صدق الشهادة يتلألأ في عينيه ...هو هناك ....في الجنّة الآن
أمّا ذاك فجالس هو وعائلته يلتمسون فيلماً يذهب عنهم السأم والضجر , والملل من هذه الحياة , وإن مرّ على مشهد مؤلم من مشاهد الحرب ,اكتفى بقوله وربّما لا يقول : كان الله في عونهم
ويحك وويح امثالك الكثر الذين يرقصون على جراح هذه الأمة ..ألم يقل رسولنا الحبيب أنّنا أمة في جسد واحد ..؟!! أليس من حق أمتك عليك أن تكون عوناً في نصرتها ولو بالشعور !!! بالانتماء !!! بالدعاء الصادق !!
هي الحرب من جديد ....ولكنّها اليوم حربٌ تشاركها حروب اخرى .....
جرحٌ انت يا أمتي ينزف في كل مكانٍ ولا ينتهي وجعه .....
في بورما ...أطفالك يذبحون....
وفي سوريا يذبحون .....
وفي غزة ....حرب تبدأ من جديد